عراقجي: العلاقات مع السعودية في أفضل حالاتها والتجارة مع الجوار أولوية رغم العقوبات


الاربعاء 21 مايو 2025 | 09:51 مساءً
عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني
عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني
محمد شوشة

أكد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده تولي أهمية قصوى لعلاقاتها الاقتصادية مع الدول المجاورة، مشيرًا إلى أن هذه الدول تأتي في صدارة أولويات طهران التجارية، مضيفًا: "الدول المجاورة لنا تمثل الأولوية في العلاقات التجارية، وقد وضعناها في مقدمة خططنا للتعاون الاقتصادي، وهناك العديد من الفرص الاقتصادية المتاحة بيننا".

وقال وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة من المقرر بثها يوم غد الخميس: "قد يُفاجأ البعض بحجم تجارتنا مع بعض دول المنطقة، لكنني لا أرغب في ذكر أسماء أو أرقام محددة، إلا أنه إذا نظرنا إلى الإحصاءات الرسمية، فسنجد أن حجم تجارتنا مع الجيران كبير جدًا، والأهم من ذلك أن هناك تجارة غير رسمية، قد تكون أكبر من التجارة الرسمية، ولا نواجه أي مشكلات في هذا المجال"، وفقًا لـ «الشرق».

عقبات تعرقل التعاون الاقتصادي الكامل

وصف عراقجي العلاقات الثنائية مع المملكة العربية السعودية، بأنها في وضع ممتاز، موضحًا أن عودة العلاقات بين البلدين أسهمت في إرساء تعاون إيجابي، موضحًا: "منذ أن تم تجديد العلاقات واستئنافها، شهدنا تعاونًا جيدًا، وهناك اليوم تفاهم أكبر بيننا في العديد من القضايا الإقليمية والإسلامية، حيث نتشارك في وجهات نظر كثيرة".

وكشف الوزير الإيراني، عن زيارته الأخيرة إلى مدينة جدة في العاشر من مايو الجاري، حيث التقى نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والتي جاءت الزيارة قبيل الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، وقد أطلع خلالها المسؤولين السعوديين على آخر مستجدات هذه المفاوضات غير المباشرة.

وأوضح عراقجي أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا منذ عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أربع جولات تفاوض، جرت بين روما ومسقط، بهدف كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، مشيرًا إلى أن هناك عقبات لا تزال قائمة تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي أو تحديد موعد لجولة خامسة من المحادثات.

العلاقات الاقتصادية الإيرانية السعودية

حول مستقبل العلاقات الاقتصادية مع المملكة، قال عراقجي: "هناك مشاورات سياسية منتظمة بيننا، والتعاون الاقتصادي بدأ يتشكل إلى حد ما، لكنه لم يصل بعد إلى مستواه الكامل بسبب العقوبات والحصار وبعض العوامل الأخرى، وأنا متفائل بأن هذا التعاون سيتنامى مستقبلاً، ويمكنني القول إن علاقتنا مع السعودية حاليًا في أفضل مراحلها، وهي تسير بخطى ثابتة ومستدامة".

شراكات استراتيجية مع روسيا والصين

أضاف عراقجي أن العلاقات الاقتصادية الإيرانية لا تقتصر على الجوار، بل تمتد إلى دول تربطها بإيران علاقات تاريخية، خاصة تلك التي دعمت طهران في مواجهة العقوبات، موضحًا: "لدينا علاقات اقتصادية قوية مع روسيا والصين، ووقعنا مؤخرًا اتفاقيات شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع كلا البلدين، مما عزز الروابط الاقتصادية بيننا".

وأشار إلى أن إيران تتعاون أيضًا مع دول أخرى في شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وغيرها من مناطق العالم، موضحًا أن تلك الدول تُعد أيضاً من بين أولويات السياسة الاقتصادية الإيرانية.

العلاقات الاقتصادية مع أوروبا

أما بخصوص العلاقات الاقتصادية مع أوروبا، فقد دعا عراقجي الأوروبيين إلى مراجعة سياساتهم تجاه إيران، قائلاً: "إذا قامت أوروبا بمراجعة سياساتها ونهجها، فيمكنها أن تعود لتكون من شركائنا الأساسيين في التعاون الاقتصادي".

العقوبات المفروضة على إيران

تطرق عراقجي إلى تأثير العقوبات المفروضة على إيران، مشيرًا إلى أن البلاد تعايشت مع هذه القيود الاقتصادية لأكثر من أربعة عقود، مضيفًا: "نحن نعيش في ظل العقوبات منذ أكثر من أربعين عامًا، وإذا زار أحدهم طهران، وتجول في شوارعها أو دخل مراكزها التجارية، فلن يشعر أنه في مدينة تابعة لبلد يخضع للعقوبات".

وأضاف: "لا أنكر أن هناك تحديات ومشكلات، والعقوبات تخلق صعوبات حقيقية، لكنّها لم تُضعف الشعب الإيراني، ولم تنجح في إخضاعه أو دفعه إلى الاستسلام، وحتى جيراننا أدركوا هذه الحقيقة، وهناك العديد من المنافع الاقتصادية والفرص التي نحسن استغلالها بطرق مختلفة".