قال نور الدين محمد، رئيس شركة "تارجت" للاستثمار، إن الارتفاعات الأخيرة في أسعار الذهب لا تعني عودة لمسار الصعود القوي الذي شهده المعدن النفيس في الفترات الماضية، وإنما هي ارتدادة محدودة جاءت كرد فعل لهبوط الدولار أمام العملات الأخرى وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
وأضاف محمد، خلال لقائه مع قناة "العربية Business"، أن هذه الارتدادة لا يُتوقع أن تستمر طويلًا، مؤكدًا أن أسعار الذهب قد تعود إلى مسار الهبوط مرة أخرى، خاصة في ظل تراجع التوترات الجيوسياسية التي كانت داعمًا رئيسيًا لصعود الذهب خلال العام الماضي.
وأشار إلى أن أسعار الذهب هبطت من مستوى 3500 دولار للأوقية إلى نحو 3187 دولار، لافتًا إلى أن جزءًا كبيرًا من الانخفاض الأخير يعود إلى عمليات بيع قامت بها صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، والتي تميل إلى جني الأرباح سريعًا عند توفر فرص في أسواق أخرى.
وأوضح رئيس "تارجت" أن القوة الشرائية الكبرى التي دفعت أسعار الذهب للصعود، وبخاصة مشتريات البنوك المركزية، بدأت تتراجع. وقال: "البنوك المركزية ما زالت تشتري ولكن بوتيرة أبطأ بكثير، ويُرجّح ألا نشهد مستويات شراء كبيرة خلال الفترة المقبلة، كما أن بعض البنوك قامت بتحويل استثماراتها من السندات الأمريكية إلى الذهب سابقًا، لكن هذا الزخم يتقلص".
وأضاف أن الصين أصبحت تحتل المرتبة الثالثة عالميًا في احتياطي سندات الخزانة الأمريكية، وهو تطور لم يحدث منذ سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن هذا التغيير قد يؤثر على أسعار الذهب أيضًا.
وعن سلوك الأفراد، أكد محمد أن هناك عزوفًا ملحوظًا عن شراء الذهب بغرض الزينة أو الاستثمار الفردي، بسبب المستويات المرتفعة التي وصل إليها المعدن النفيس خلال الشهور الماضية، قائلًا: "لم نعد نرى إقبالًا على شراء الذهب للحلي، والمستثمرون الأفراد كذلك أصبحوا أكثر تحفظًا".
وختم حديثه بالإشارة إلى أن القوة الدافعة لأسعار الذهب نحو مستويات جديدة لم تعد بنفس الزخم، متوقعًا أن يستمر السوق في حالة من الاستقرار أو التراجع ما لم تظهر متغيرات عالمية جديدة تُعيد تشكيل المشهد.