قال الخبير المالي عبدالله الربدي، إن البنوك السعودية باتت مضطرة إلى إصدار شرائح تمويلية جديدة، خاصة من الصكوك، لمواجهة الضغط المتزايد على التمويل في قطاعات متعددة.
وأوضح الربدي، في لقاء متلفز، أن مصرف الراجحي كان من أوائل البنوك التي بادرت بإصدار صكوك استباقًا للنمو في محفظته التمويلية، مشيرًا إلى أن بنك البلاد، وغيره من البنوك، يسيرون في الاتجاه ذاته.
وأشار إلى أن الطلب المرتفع على التمويل، سواء في قطاع الشركات أو القروض العقارية أو التمويل الاستهلاكي، يعد دافعًا رئيسيًا لهذا التوجه. وأضاف أن انخفاض أسعار النفط نسبيًا قد يدفع البنوك إلى تنويع مصادرها التمويلية، خصوصًا في ظل تأثر الودائع بعوامل السوق.
ونوّه الربدي إلى أن إصدارات الصكوك قد تكون بالريال أو الدولار، كما في حالة إصدار بنك الإمارات دبي الوطني، ما يعكس مرونة البنوك في تلبية احتياجات التمويل بمختلف العملات. واعتبر أن هذه الخطوة تأتي استجابة للطلب القوي من قطاعات المشاريع الحكومية والاستهلاكية والعقارية.
سابك تواصل استراتيجيتها بالتخارج من القطاعات غير الأساسية
وفي سياق آخر، علّق الربدي على ما أوردته وكالة "بلومبرغ" بشأن سعي "سابك" للتخارج من وحدة الغاز التابعة لها، مؤكدًا أن ذلك يتماشى مع استراتيجيتها التي تركز على قطاع البتروكيماويات.
وأوضح أن سابك كانت قد تخلّت في وقت سابق عن حصتها في شركة "حديد"، كما أعلنت نيتها بيع حصتها في شركة "ألبا" للألمنيوم، واليوم تسعى لتعيين مستشارين ماليين لبيع وحدة الغاز التي تمتلك فيها حصة أغلبية تُقدّر بنحو 79%.
وأضاف الربدي أن هذا التوجه يهدف إلى تحسين التدفقات النقدية للشركة، ودعم مشاريعها الأساسية، فضلًا عن تعزيز كفاءة التشغيل والاندماج داخل قطاعات البتروكيماويات، وهو ما يُعد جزءًا من سياسة واضحة تنتهجها الشركة منذ فترة.
قطاع الاتصالات السعودي يجذب المستثمرين رغم انتهاء الحالة الدفاعية
وحول أداء أسهم قطاع الاتصالات في السوق السعودية، أوضح الربدي أن استمرار الزخم على أسهم شركات مثل "موبايلي"، و"زين"، و"STC"، و"جول الاتصالات"، يعود إلى كون هذا القطاع يُعد من القطاعات الدفاعية التي تتمتع بتدفقات نقدية مستقرة.
وأشار إلى أن العديد من المستثمرين باتوا يفضلون هذا القطاع في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، خاصة أن قطاع الاتصالات لا يتأثر مباشرة بالتقلبات الجيوسياسية أو الاتفاقيات التجارية.
وأضاف أن التحسن الملحوظ في هيكلة شركات الاتصالات وأدائها المالي، لا سيما "موبايلي" و"زين"، ساهم في زيادة جاذبية القطاع، الذي بات يُنظر إليه كخيار آمن للاستثمار في عام 2025، وسط أداء متقلب لقطاعات أخرى.