تراجع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسية اليوم الإثنين، متأثراً بخفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة من قبل وكالة "موديز"، في وقت تتزايد فيه التوترات التجارية العالمية، وانخفض الدولار إلى أدنى مستوياته خلال عشرة أيام مقابل الين الياباني، الذي يُعد ملاذاً آمناً للمستثمرين.
وجاء خفض التصنيف الائتماني من "موديز" – وهي آخر وكالات التصنيف الكبرى التي تقدم على هذه الخطوة – بسبب مخاوف متزايدة من تراكم الدين العام الأمريكي، الذي بلغ نحو 36 تريليون دولار، وقد أثار القرار قلقاً في الأسواق بشأن متانة الوضع المالي للولايات المتحدة، لا سيما في وقت تواجه فيه الإدارة الأمريكية تحديات تشريعية لإقرار الميزانية قبل يوليو المقبل.
الدولار الأمريكي
سجل الدولار تراجعاً بنسبة 0.7% إلى 144.665 ين، فيما ارتفع اليورو بنسبة 0.73% إلى 1.1247 دولار، كما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.79% إلى 1.3385 دولار، محققاً أعلى مستوى له منذ نهاية أبريل، وسط اتفاق جديد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لإعادة ضبط العلاقات الدفاعية والتجارية.
وتفاعلت الأسواق العالمية بشكل حاد مع التطورات، حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.1%، فيما افتتح مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي على تراجع بنسبة 0.6%، وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 11.5 نقطة أساس لتصل إلى 4.5545%.
وأشار فرانشيسكو بيسول، استراتيجي العملات في بنك ING، إلى أن الأسواق تشهد جلسة بيع نموذجية لأصول أمريكية في أعقاب خفض التصنيف.
من جانبه، اعتبر كينيث برو، رئيس أبحاث العملات في بنك "سوسيتيه جنرال"، أن هذه التطورات تطرح تساؤلات حول مستقبل الدولار كعملة ملاذ آمن.
حرب الرسوم الجمركية
على الصعيد الجيوسياسي، دعت الصين الولايات المتحدة إلى تبني سياسات مسؤولة لضمان الاستقرار المالي العالمي وحماية مصالح المستثمرين، وفي الوقت ذاته، عاد الحديث عن التوترات التجارية بعد تصريحات وزير الخزانة الأمريكي بأن الرئيس دونالد ترامب يعتزم فرض رسوم على شركاء تجاريين لا يتفاوضون بـ"نية حسنة".
وأشار تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن الولايات المتحدة بدأت محادثات تجارية جادة مع الاتحاد الأوروبي، ما يعطي أملاً بانفراجة محتملة، خاصة بعد توقيع اتفاق إطار مع المملكة المتحدة مؤخراً، كما لمح ترامب إلى وجود مفاوضات مع الهند واليابان وكوريا الجنوبية، رغم أن التقدم مع طوكيو ما زال بطيئاً.
وفي أسواق العملات الأخرى، انخفض الدولار بنسبة 0.41% أمام الفرنك السويسري إلى 0.83339، في حين ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.66% إلى 0.64460 قبل اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي المرتقب، أما الدولار النيوزيلندي فقد صعد بنسبة 0.6% إلى 0.59145 دولار.
وصرّح محجابين زمان، رئيس أبحاث العملات في بنك ANZ، قائلاً: "التشكيك في قدرة الاقتصاد الأمريكي على الاستمرار في أداءه القوي، والتوجهات السياسية الحالية، قد تضعف من موقع الدولار كعملة ملاذ آمن في الفترة المقبلة".