انتعاشة اقتصادية في سوريا.. وصول باخرة كورية تحمل 1800 سيارة إلى طرطوس

في مشهد يحمل مؤشرات متزايدة على بدء تعافي الاقتصاد السوري، شهد مرفأ طرطوس حدثاً لافتاً بوصول باخرة ضخمة قادمة من كوريا الجنوبية، تحمل على متنها نحو 1800 سيارة، لتكون ثاني شحنة من نوعها خلال أشهر قليلة، ما يعزز مشهد عودة النشاط التجاري إلى المرافئ السورية بعد سنوات طويلة من الجمود شبه الكامل.

ويأتي هذا التطور بعد استقبال المرفأ قبل فترة قصيرة أول دفعة كبيرة من السيارات منذ أكثر من 13 عاماً، والتي ضمت 3200 سيارة، شكلت حينها نقطة تحول في حركة الاستيراد والتبادل التجاري البحري، إضافة إلى باخرة ثالثة وصلت في كانون الثاني الماضي محمّلة بـ 90 سيارة "بيك آب دبل كبين"، في مؤشر واضح على تنامي الثقة بسوق النقل البحري وعودة حركة الشحن.

وتُعد هذه الشحنات المتتالية دليلاً على جهود متسارعة لإعادة تنشيط البنية التحتية التجارية واللوجستية في البلاد، وسط مساعٍ لإعادة ربط الاقتصاد السوري بالأسواق الإقليمية والدولية، بعد أعوام من العزلة والانكماش.

وتعكس هذه الحركة البحرية المتزايدة في مرفأ طرطوس واقعًا اقتصاديًا بدأ يلتقط أنفاسه، مع توقعات بأن تشهد الأشهر المقبلة وصول المزيد من البواخر المحمّلة بالبضائع، الأمر الذي من شأنه إنعاش قطاع الاستيراد والتوزيع، وخلق فرص عمل جديدة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية، في حال استمر الاستقرار في وتيرة التوريد البحري.

وبينما تُقرأ هذه العودة بحذر من بعض المراقبين، فإنها في الوقت ذاته تُعد خطوة رمزية وعملية في سبيل استعادة النشاط التجاري الخارجي، وتوجيه رسالة بأن المرافئ السورية بدأت تستعيد مكانتها كبوابات رئيسية للتجارة في منطقة شرق المتوسط.