اختتمت القمة العربية الطارئة الرابعة والثلاثون أعمالها في العاصمة العراقية بغداد، بإصدار بيان ختامي حمل رسائل واضحة ومواقف قوية تجاه الملفات الساخنة في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وشدد البيان على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لوقف نزيف الدم في غزة، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية دون تأخير، محذّرًا من خطورة استمرار العدوان ونتائجه الكارثية على الشعب الفلسطيني.
وأكد القادة العرب المجتمعون في القمة على مركزية القضية الفلسطينية، مطالبين بوقف إطلاق النار فورًا في غزة، وفتح جميع المعابر الحدودية لتمكين المنظمات الدولية من أداء دورها في إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم.
رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين.. ومطالبة بمحاسبة الاحتلال
وشدد البيان على الرفض القاطع لسياسات التهجير القسري التي يُمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه الممارسات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وأن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف الجرائم الإنسانية المتواصلة في القطاع.
وأضاف البيان أن "استخدام الاحتلال الغذاء كسلاح ضد المدنيين هو خرق واضح للقوانين الإنسانية الدولية"، داعيًا إلى تسهيل دخول المساعدات إلى جميع المناطق المنكوبة في غزة.
دعم سوريا ورفض التدخلات.. وترحيب برفع العقوبات
في تطور لافت، رحّب البيان الختامي بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة عن سوريا، في خطوة اعتُبرت مؤشراً إيجابياً نحو التهدئة، بالتوازي مع إدانة القمة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
كما رفض القادة العرب بشكل قاطع جميع أشكال التدخل في الشأن الداخلي السوري، مجددين دعمهم لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل يُنهي معاناة الشعب السوري.
دعم لبنان وليبيا.. وتشجيع الحوار الإيراني الأمريكي
البيان تضمن أيضًا رسائل دعم لـلبنان في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، مشددًا على أهمية الحفاظ على أمنه واستقراره، وصون حدوده من أي خروقات أو اعتداءات. وفي الشأن الليبي، أعربت القمة عن دعمها الكامل لـ"حل سياسي قائم على الحوار الوطني الشامل" يضمن استقرار البلاد ووحدة مؤسساتها.
في الملف النووي الإيراني، عبّر البيان عن دعم المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، معبّرًا عن الأمل في أن تثمر عن نتائج إيجابية تُسهم في تهدئة التوترات الإقليمية.
رفض الإرهاب والتطرف.. وتأكيد على المصالح المشتركة
وجدد البيان العربي الموحد إدانة كل أشكال الإرهاب والتطرف الفكري، داعيًا إلى محاربة هذه الظواهر من جذورها وتعزيز قيم التسامح والانفتاح.
وأكد البيان أن انعقاد هذه القمة يهدف إلى توحيد الجهود العربية والتعامل مع التحديات الراهنة بروح المسؤولية، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعوب العربية في الأمن والاستقرار والازدهار.