دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية المنعقدة في العاصمة الألبانية تيرانا، إلى بذل جهود دولية عاجلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن القطاع يمر بـ"وضع إنساني كارثي غير مسبوق".
أردوغان يهاجم بنيامين نتنياهو
وقال أردوغان في كلمته أمام القادة الأوروبيين: "علينا أن نبذل كل الجهود الممكنة لجعل غزة قابلة للحياة من جديد، والعمل فورًا على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين".
وأضاف: "يجب أن نقول كفى لما يجري في غزة، فالوضع هناك لم يعد يُحتمل إنسانيًا أو أخلاقيًا، وما يشهده القطاع هو وصمة عار في جبين الإنسانية".
وأكد الرئيس التركي أن حكومة بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الجرائم المستمرة التي تُرتكب في غزة، مشيرًا إلى أن تركيا تعمل بالتنسيق مع شركائها الإقليميين والدوليين لإيقاف العدوان وضمان فتح قنوات الإغاثة بشكل مستدام.
وهاجم أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنه "يواصل غطرسته ليس فقط في غزة، بل في الشرق الأوسط بأكمله، غير مكترث بالقوانين الدولية ولا بالنداءات المتكررة لوقف العمليات العسكرية".
وشدد أردوغان على أن القمة الأوروبية السياسية يجب أن تكون منصة فاعلة في التأثير على القرارات الدولية المتعلقة بالأزمات الكبرى، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية.
انطلاق القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية في ألبانيا
وكانت انطلقت منذ قليل في العاصمة الألبانية تيرانا أعمال القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية، وسط مشاركة رفيعة المستوى من قادة وزعماء 47 دولة أوروبية، في لحظة حاسمة تمر بها القارة على المستويين السياسي والأمني، وذلك تحت شعار: «من أجل أوروبا جديدة في عالم جديد: الوحدة والتعاون والعمل المشترك».
وتضم المجموعة السياسية الأوروبية، التي أُطلقت في عام 2022 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، 47 دولة أوروبية، باستثناء روسيا وبيلاروسيا على خلفية الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
توقعت أوساط الرئاسة الأوروبية مشاركة عالية المستوى في القمة، بالنظر إلى التوترات الإقليمية المتزايدة، وخصوصًا ما وصفه رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، في رسالة الدعوة، بـ"الصورة القاتمة" للوضع الأوروبي الراهن، مشددًا على ضرورة تعزيز الوحدة والعمل المشترك في وجه التحديات.
ورغم وتيرة انعقاد القمم المنتظمة، لا تُعد المجموعة منظمة رسمية تقليدية، بل هي أقرب إلى منصة مرنة للحوار السياسي والتنسيق بين الدول الأوروبية، وتضم دولًا تمثل أكثر من 600 مليون مواطن.