واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية مكاسبها خلال تعاملات الأربعاء، مدفوعةً بتفاؤل وول ستريت حيال إمكانية استمرار الزخم الإيجابي الذي بدأ به الأسبوع، والذي قاد مؤشر S&P 500 نحو تحقيق أرباح منذ بداية العام.
فقد ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة طفيفة بلغت 0.03%، بينما حقق مؤشر Nasdaq المركب صعودًا بنسبة 0.4%.
وعلى صعيد المؤشر الصناعي Dow Jones، فقد أضاف 48 نقطة إلى رصيده، أي ما يعادل 0.1%.
واستمر قطاع التكنولوجيا في قيادة هذا الانتعاش؛ حيث قفز سهم شركة إنفيديا Nvidia بأكثر من 2% بعد انتشار أخبار عن نيتها تزويد السعودية بنحو 18 ألفًا، من أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي التي تنتجها.
كما شهد سهم شركة AMD، المنافسة لإنفيديا في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي، ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 6%، وذلك في أعقاب إعلانها عن برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة ستة مليارات دولار.
وبالنظر إلى أداء هذا الأسبوع، فقد سجل مؤشرا S&P 500 وDow Jones ارتفاعًا بأكثر من 4% و2% على التوالي، بينما قفز مؤشر Nasdaq بأكثر من 6%.
وقد ساهم هذا الارتفاع في وضع مؤشر S&P 500 في المنطقة الإيجابية خلال تعاملات عام 2025. ويُذكر أن المؤشر كان قد انخفض في وقت سابق بأكثر من 20% عن أعلى مستوى قياسي له الذي سجله في فبراير الماضي، إلا أنه استطاع منذ بلوغه أدنى مستوى له خلال اليوم في السابع من أبريل، أن يرتفع بأكثر من 21%.
وقد تعزز الإقبال على المخاطرة هذا الأسبوع في أعقاب قرار الولايات المتحدة والصين بتخفيض مؤقت للرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من السلع.
فقد خفضت الولايات المتحدة رسومها الجمركية على الصين إلى 30% في وقت سابق من الأسبوع، بينما بادرت الصين بخفض رسومها على الواردات من الولايات المتحدة إلى 10%.
وكانت الدولتان قد أعلنتا في أبريل الماضي عن نيتهما فرض رسوم جمركية تتجاوز 100% على سلع الطرف الآخر.
وفي هذا السياق، علّق آدم تورنكويست، كبير الاستراتيجيين الفنيين في شركة LPL Financial، قائلاً: "في حين أن هذا التقدم (في ملف الرسوم الجمركية) قد يكون قد بلغ ذروة مخاوف المستثمرين وعدم اليقين بشأن السياسات، لا يزال هناك الكثير من الغموض يكتنف المستوى الذي ستصل إليه معدلات الرسوم الجمركية في نهاية المطاف".
وأضاف: "ومع ذلك، فقد رحب المستثمرون حالياً بأجواء التهدئة، وخاصة الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع بشأن تخفيف الرسوم الجمركية".
وقد أثار الاتفاق المبدئي بين أكبر اقتصادين في العالم تفاؤل المستثمرين بإمكانية أن يفضي في نهاية المطاف إلى اتفاقية تجارية أكثر واقعية، إلا أن الصين والولايات المتحدة لم تتفقا بعد على شروط محددة للاتفاقية، وقد صرح ترامب هذا الأسبوع بأن الاتفاق النهائي لن يتم التوصل إليه بسرعة.
ومع ذلك، فإن فترة تعليق الرسوم الإضافية، والمقرر استمرارها لمدة 90 يومًا، قد ساهمت في تهدئة مخاوف المستثمرين الذين كانوا يخشون من أن يؤدي تصاعد التوترات التجارية إلى دفع الاقتصاد الأميركي والعالمي نحو الركود في عام 2025.
من جانبها، قالت لالي أكونر، محللة السوق العالمية في eToro: "هناك إقبال كبير على المخاطرة في الوقت الحالي، وبينما لا تزال القضايا الهيكلية بين الولايات المتحدة والصين دون حل، أعتقد أن الإشارة واضحة تمامًا بأن أيًا من الجانبين لا يرغب في زيادة التوترات التجارية".