حصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، على تعهد استثماري ضخم من المملكة العربية السعودية بقيمة 600 مليار دولار، في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وذلك خلال مستهل جولته الخليجية، حيث حظي باستقبال رسمي حافل في العاصمة الرياض، كان في مقدمة مستقبليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وشهدت الزيارة توقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، شملت قطاعات حيوية من بينها الطاقة والدفاع والتعدين، إضافة إلى قطاعات أخرى يُعوّل عليها في دفع عجلة التنوع الاقتصادي ضمن رؤية السعودية 2030.
الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة
تضمن هذا الالتزام الاستثماري اتفاق وُصف بأنه أكبر صفقة تسليحية بين البلدين، تصل قيمته إلى نحو 142 مليار دولار، وخلال اجتماع جمعه بولي العهد السعودي، الذي يُعد الحاكم الفعلي للمملكة، قال ترامب: "أعتقد حقًا أننا نُكنّ مشاعر مودة كبيرة لبعضنا البعض".
وأكدت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ناقشتا ملفًا حساسًا يتعلق باحتمال شراء الرياض طائرات الشبح المتقدمة لوكهيد مارتن F-35، وهي طائرة لطالما أبدت السعودية اهتمامًا بالحصول عليها، لكنه لم يُحدَّد ما إذا كانت هذه الطائرات مشمولة ضمن الاتفاقات المُعلنة حتى الآن، وفقًا لوكالة رويترز.
زيارة تركز على الاقتصاد والاستثمار
يرافق ترامب في جولته الخليجية عدد من كبار رجال الأعمال الأمريكيين، من بينهم الملياردير إيلون ماسك، حيث من المقرر أن يتوجه من الرياض إلى قطر يوم غد الأربعاء، ومنها إلى الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس المقبل.
وخلال منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي، قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إن العلاقة بين البلدين لم تعد مقتصرة على قطاع الطاقة فقط، بل توسعت لتشمل مجالات استثمارية متنوعة، مضيفًا: "عندما يتعاون السعوديون والأمريكيون، تحدث أمور عظيمة، وهذه الشراكات تؤتي ثمارها".
ووصف ترامب، الأمير محمد بن سلمان بأنه "صديق"، مشيدًا بالعلاقة القوية التي تربطه به، مؤكدًا أن الاستثمارات السعودية من شأنها دعم الاقتصاد الأمريكي وتوفير فرص عمل جديدة.
حضور اقتصادي رفيع
ضم منتدى الاستثمار أسماء بارزة من عالم المال والأعمال الأميركي، من بينهم: لاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، وستيفن شوارتزمان الرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون"، وسكوت بيسنت وزير الخزانة، وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي Tesla وSpaceX، وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI.
وتخلل الزيارة غداء رسمي جمع ترامب بولي العهد السعودي وكبار رجال الأعمال الأمريكيين، في القصر الملكي بالرياض، ما يعكس الطابع الاستثماري البارز للجولة.
رؤية 2030 وأولويات سعودية طموحة
تركّز السعودية من خلال رؤية 2030 على تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، حيث أطلق ولي العهد مشاريع ضخمة يُطلق عليها "مشاريع الجيجا"، أبرزها مدينة "نيوم" المستقبلية التي تعادل مساحتها حجم بلجيكا.
ويُذكر أن النفط شكّل 62% من إيرادات الحكومة السعودية خلال العام الماضي، ما دفع المملكة إلى مراجعة بعض طموحاتها في ظل ارتفاع التكاليف وتقلب أسعار النفط.
صفقات الأسلحة والاتفاقات الإقليمية
من المنتظر أن يعرض ترامب على السعودية صفقة أسلحة قد تتجاوز قيمتها 100 مليار جنيه إسترليني، تشمل مجموعة من الأنظمة المتقدمة، في إطار تعزيز شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، وفقًا لوكالة "رويترز".
وأشار المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلى احتمال تحقيق اختراق قريب في توسيع اتفاقيات "أبراهام"، التي توسط فيها ترامب خلال ولايته الأولى، وأسفرت عن اعتراف الإمارات والبحرين والمغرب بإسرائيل.
وشككت مصادر مطلعة في إمكانية تحقيق تقدم مشابه مع السعودية، في ظل رفض نتنياهو الدائم لوقف دائم للحرب أو إقامة دولة فلسطينية.