حذرت هيئة الدواء المصرية من تصاعد أزمة مقاومة المضادات الحيوية التي باتت تهدد منظومة الصحة العامة في مصر والعالم، مؤكدة أن سوء استخدام هذه الأدوية لم يعد يقتصر تأثيره على صحة الإنسان فحسب، بل يمتد ليشمل صحة الحيوان والبيئة، وهو ما تؤكده التقديرات الدولية التي تربط الظاهرة بأكثر من 5 ملايين حالة وفاة سنويًا.
وفي مؤتمر صحفي عقدته الهيئة مؤخرًا، أوضح الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أن الهيئة تتخذ إجراءات صارمة للحد من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية في السوق المحلي، في ظل النمو الكبير الذي يشهده سوق الدواء المصري والذي تجاوزت قيمته 309 مليارات جنيه، ويضم أكثر من 12 ألف صنف دوائي، فيما بلغ حجم المبيعات السنوية 407 ملايين عبوة.
من جانبه، حذر الدكتور فؤاد هراس، أستاذ أمراض الباطنة ورئيس جامعة طنطا الأسبق، من خطورة الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، خاصة في علاج العدوى الفيروسية التي لا تستجيب لهذه الأدوية، مشيرًا إلى أن مثل هذا السلوك يسهم في تعزيز قدرة البكتيريا على تطوير مقاومة للعلاج، ما يصعّب السيطرة على العدوى في المستقبل.
وشدد هراس على ضرورة الالتزام بالجرعة الكاملة التي يحددها الطبيب، وعدم التوقف عن تناول الدواء عند الشعور بالتحسن، لافتًا إلى أن الاستخدام العشوائي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي، وحساسية قد تكون مهددة للحياة، فضلًا عن التأثير السلبي على أعضاء حساسة مثل النخاع العظمي والقلب، إلى جانب اضطرابات نفسية محتملة مثل الاكتئاب والقلق.