رغم القيود الدستورية الصارمة التي تمنع أي رئيس أميركي من تولي المنصب لأكثر من ولايتين، أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب عاصفة من التكهنات السياسية مجددًا، بعدما طرحت منظمته الرسمية قبعات وقمصانًا تحمل شعار "ترامب 2028" للبيع عبر متجرها الإلكتروني، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لاستعراض نفوذ سياسي متجدد قد يتجاوز حدود النصوص الدستورية.
وقد عُرضت القبعات الحمراء بسعر 50 دولارًا، وهي تحمل عبارة: "المستقبل يبدو مشرقًا! غيّر قواعد اللعبة مع قبعة ترامب 2028"، في حين طُرحت القمصان المصاحبة بسعر 36 دولارًا، تحمل نفس الشعار "غيّر قواعد اللعبة"، ما دفع متابعين للشأن السياسي الأميركي إلى الربط بين هذه الحملة التسويقية والنية المحتملة لإعادة ترامب إلى البيت الأبيض رغم انتهاء فرصه القانونية للترشح.
ترامب 2028
البيت الأبيض يكتفي بالتعليق على "شعبية القبعات"
وفي أول تعليق رسمي، اكتفت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بوصف هذه القبعات بأنها "رائعة"، مضيفة أنها "ستحظى بشعبية كبيرة"، من دون تقديم أي توضيحات حول ما إذا كانت الحملة تحمل دلالة سياسية أعمق.
في المقابل، نشر إريك ترامب، نجل الرئيس الأميركي السابق وأحد كبار التنفيذيين في منظمة ترامب، عبر حسابه على منصة "إكس"، صورة يرتدي فيها القبعة، إلى جانب صورة أخرى لقميص "ترامب 2028"، ما زاد من انتشار الرسالة ومضاعفة الحديث عن مغزى هذه الخطوة.
ترامب 2028
التحايل على التعديل الدستوري... سيناريو يتكرر
لطالما راود ترامب وفريقه فكرة تجاوز سقف ولايتين رئاسيتين، وهو أمر يحرّمه التعديل الثاني والعشرون من الدستور الأميركي. لكن تصريحات ترامب الأخيرة ومواقف بعض حلفائه السياسيين أعادت إلى الواجهة الحديث عن سيناريو قانوني يسمح بالتفاف محتمل على هذا القيد.
ففي مقابلة سابقة مع شبكة "إن بي سي نيوز"، أشار ترامب إلى أن "الكثيرين يطالبونه بالترشح لولاية ثالثة"، لكنه في الوقت نفسه رأى أن الحديث عن هذا الأمر لا يزال مبكرًا. ومع ذلك، لمّح الرئيس السابق إلى إمكانية استخدام ثغرات قانونية للوصول مجددًا إلى السلطة.
السيناريو البديل.. ترامب نائبًا للرئيس؟
أحد السيناريوهات المتداولة في الأوساط السياسية يشير إلى إمكانية ترشح شخصية قريبة من ترامب، مثل السيناتور جيه دي فانس، لمنصب الرئيس عام 2028، على أن يرافقه ترامب نفسه كمرشح لمنصب نائب الرئيس. وفي حال فوز التذكرة الانتخابية، يمكن لفانس أن يتنحى بعد وقت قصير من تنصيبه، لتؤول حينها السلطة إلى ترامب بصفة نائب الرئيس الذي يخلف سلفه، ما قد يفتح الباب أمام تولي ترامب للمنصب من جديد دون خوض انتخابات رئاسية مباشرة.