أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الأربعاء، عن تأجيل محادثات رفيعة المستوى كانت مقررة في لندن، لبحث سبل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد ساعات فقط من تسريب مسودة العرض الأميركي للسلام بين الجانبين.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية البريطانية: "تم تأجيل اجتماع محادثات السلام الأوكرانية مع وزراء الخارجية، اليوم الأربعاء. ستستمر المحادثات الرسمية، لكنها ستكون مغلقة أمام وسائل الإعلام".
مفاوضات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
كانت لندن تستعد لاستضافة اجتماع يضم ممثلين عن أوكرانيا، وبريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، لمناقشة جهود إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا.
وسبق إعلان التأجيل، وصول أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى العاصمة البريطانية برفقة كل من وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، ووزير الخارجية أندريه سيبيها.
وفي سلسلة من التغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صرح يرماك: "رغم كل شيء، سنعمل من أجل السلام"، مضيفًا: "سنناقش اليوم سبل تحقيق وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط كخطوة أولى نحو عملية تسوية شاملة وتحقيق سلام عادل ومستدام".
وأكد يرماك أن الطريق نحو السلام ليس سهلاً، إلا أن أوكرانيا ملتزمة بالسير فيه. كما شدد على أن مواقف بلاده في المحادثات السابقة تثبت أن أوكرانيا ليست العقبة في وجه تحقيق السلام.
غياب وزير الخارجية الأمريكي
من جهة أخرى، كشفت تقارير إعلامية أن وزير الخارجية الأوكراني سيبقى في لندن لعقد اجتماع ثنائي مع نظيره البريطاني ديفيد لامي.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، قد أعلنت أمس الثلاثاء أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لن يشارك في محادثات لندن، بسبب "مشاكل لوجستية".
وقد كان من المتوقع أن يشارك روبيو في المناقشات إلى جانب مسؤولين من أوكرانيا، وبريطانيا، ودول أوروبية أخرى.
وأضافت بروس أن كيث كيلوج، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب إلى أوكرانيا وروسيا، سيمثل الولايات المتحدة في المحادثات.
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الدول الحليفة لأوكرانيا تأمل في التوصل إلى ضمانات أمنية واضحة ومشاريع لإعادة إعمار أوكرانيا خلال هذه المحادثات.
وقال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، إن اجتماع وزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي في لندن يأتي بعد محادثات مماثلة أُجريت الأسبوع الماضي في باريس، وسيركز على كيفية ضمان تحقيق السلام على المدى الطويل.
كما أفاد مصدر مطلع بأن الإطار الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا يتضمن اعترافاً أميركياً بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، إلى جانب اعتراف غير رسمي بسيطرة موسكو على المناطق التي استحوذت عليها خلال الحرب، وفقًا لشبكة CNN.
وأضاف المصدر أن المقترح الأميركي يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق نار على طول خطوط المواجهة الحالية.
تشاؤم بريطاني وموقف أوكرانيا
رغم أهمية اللقاء، قللت الحكومة البريطانية من التوقعات بإحراز تقدم ملموس، لكنها أشارت إلى أن هذا الأسبوع يُعد مهماً للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى وقف القتال المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
من جانبه، حذر ماركو روبيو من احتمال انسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات في حال عدم تحقيق تقدم، معتبرًا أن اجتماع يوم الأربعاء سيكون حاسماً في تحديد ما إذا كانت إدارة ترمب ستواصل مشاركتها في جهود السلام.
في موسكو، صرّح يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الخارجية، بأن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف من المتوقع أن يقوم بزيارة جديدة إلى موسكو هذا الأسبوع، دون تقديم تفاصيل إضافية.
أما المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ديف باريس، فقال: "الكرة في ملعب روسيا"، مضيفاً: "حان الوقت لأن يبرهن الرئيس بوتين على جديته في تحقيق السلام".
وفي كييف، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، بأن الوفد الأوكراني الذي توجه إلى لندن لديه تفويض رسمي لمناقشة وقف إطلاق نار غير مشروط أو جزئي مع روسيا، مضيفًا: "بعد وقف إطلاق النار، نحن مستعدون للجلوس إلى طاولة المفاوضات بأي شكل كان".