جولة مكثّفة من الدبلوماسية الإيرانية تسبق محادثات عمان النووية


الاثنين 21 ابريل 2025 | 10:56 صباحاً
وزير الخاجرية الإيراني
وزير الخاجرية الإيراني
ميسون أبو الحسن

في تحرّك دبلوماسي نشط يسبق جولة حاسمة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الاثنين عن قيام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية يوم الثلاثاء.

تأتي هذه الزيارة قبل أيام قليلة من الجولة الثالثة من المفاوضات النووية المقررة بين طهران وواشنطن في سلطنة عُمان يوم السبت المقبل.

 إيران تحرص على إجراء مشاورات مع حليفتيها

وكان وزير الخارجية عراقجي قد أشار خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الروسية موسكو، في مقابلة تلفزيونية مع الإعلام الرسمي الإيراني، إلى أن إيران تحرص دائمًا على إجراء مشاورات مكثفة مع حليفتيها، روسيا والصين، فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

من جانبها، وفي رد مقتضب على سؤال حول زيارة الوزير عراقجي المرتقبة، صرحت وزارة الخارجية الصينية بأن بكين وطهران تحافظان على قنوات اتصال مفتوحة على كافة المستويات وفي مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومع ذلك، أشارت الخارجية الصينية إلى عدم توفر معلومات محددة لديها في الوقت الحالي بشأن تفاصيل هذه الزيارة.

زيارة إلى موسكو

تجدر الإشارة إلى أن زيارة عراقجي إلى الصين تأتي مباشرة بعد زيارته إلى موسكو يوم الخميس الماضي على رأس وفد دبلوماسي رفيع المستوى؛ حيث أجرى الوزير الإيراني خلال زيارته لروسيا محادثات ومشاورات معمقة مع كبار المسؤولين الروس حول تطورات البرنامج النووي الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، قام عراقجي بتسليم رسالة خطية من المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

زياة إلى الولايات المتحدة

وعلى صعيد المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة، فقد عقدت إيران والولايات المتحدة جولتين من المفاوضات غير المباشرة في كل من سلطنة عُمان والعاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من 12 إلى 19 أبريل، وذلك بوساطة من سلطنة عُمان. وقد أعلن الوزير عراقجي يوم السبت عن توصل الطرفين إلى اتفاق مبدئي بشأن البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي مستقبلي محتمل.

وقد وصفت كل من إيران وسلطنة عُمان هذه المحادثات بأنها "بنّاءة"؛ حيث وأعلن وزير الخارجية الإيراني عن عقد اجتماعات فنية على مستوى الخبراء بين الجانبين اعتباراً من يوم الأربعاء، وذلك تمهيداً للاجتماع الثالث المرتقب يوم السبت المقبل.

 التعاون بين إيران والصين وروسيا

وفي سياق متصل، كان "عراقجي" قد أشار في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، إلى عقد اجتماعات ثلاثية بين إيران والصين وروسيا بشأن البرنامج النووي الإيراني في الأشهر الأخيرة، مؤكدًا استعداد طهران لـ"توسيع المواضيع المدرجة على جدول أعمال هذه المحادثات الثلاثية"، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

واعتبر "عراقجي" أن التعاون بين إيران والصين وروسيا يمثّل ضرورة حتمية في ظل الوضع العالمي الراهن، وأضاف قائلًا: "نُجري محادثات ثلاثية بين إيران وروسيا والصين بشأن القضية النووية الإيرانية منذ بعض الوقت، وقد عقدنا بالفعل عدة اجتماعات، ونحن على استعداد تام لمواصلة هذه المناقشات وتوسيع نطاقها ليشمل مواضيع أخرى".

وفي تصريح مماثل، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، يوم الأحد أن المفاوضات الإيرانية-الأميركية "إيجابية حتى الآن وتهدف بشكل أساسي إلى تخفيف حِدة التوتر".

وأعربت عن ترحيب طهران بأي "مبادرة عملية" تهدف إلى رفع العقوبات المفروضة على البلاد وضمان حقوق الشعب الإيراني، وأوضحت مهاجراني في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن هذه المفاوضات تتم في إطار المهام والمسؤوليات المنوطة بوزارة الخارجية، وأن الحكومة لن تحيد عن المسار الرئيسي لإدارة شؤون البلاد.

وردًا على سؤال حول توقعات الحكومة بشأن نتائج هذه المفاوضات، أشارت مهاجراني إلى أنه "وفقًا لتقييم وزارة الخارجية الإيرانية، فإن عملية المفاوضات كانت إيجابية حتى الآن، ولكن كما أكد المرشد علي خامنئي، فإننا لسنا متفائلين بشكل مفرط ولا متشائمين بشأن مآلات هذه المفاوضات". وفي ختام حديثها، شددت على النهج المبدئي الذي تتبعه الحكومة في سياستها الخارجية، مؤكدة أنه مع استمرارنا في مسار المفاوضات، فإننا نرحب بأي مبادرة عملية تهدف إلى رفع العقوبات وضمان حقوق الشعب الإيراني.

وعلى صعيد آخر، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، إبراهيم رضائي، أن طهران لن توقف برنامج تخصيب اليورانيوم.

وأشار إلى أنه من السابق لأوانه التكهن بما إذا كانت المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة ستُسفر عن اتفاق نهائي أم لا، وذلك وفقًا لما أوردته وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، ونقلت الوكالة الإيرانية عن رضائي قوله: "كانت الأجواء العامة التي سادت الجولة الثانية من المفاوضات إيجابية، وقد شهدت المفاوضات تقدمًا ملحوظًا".

وأضاف رضائي أن الاتفاق على بدء المحادثات الفنية قريبًا يشير بوضوح إلى أن المفاوضين لم يتوقفوا عن العمل وأنهم يسيرون على طريق التقدم، ومع ذلك، اعتبر أنه من المبكّر جدًا إجراء تقييم نهائي لنتائج المفاوضات وما إذا كانت ستؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق شامل، ولا تزال لدينا شكوك جدية بشأن أفكار ونوايا الأميركيين، ومدى استعدادهم الحقيقي للتوصل إلى اتفاق.

واختتم تصريحه قائلاً: "يجب علينا أن ننتظر حتى تتقدم المفاوضات المقبلة، في مسقط والمناقشات الفنية، حتى نتمكّن من إجراء تقييم أكثر دقة في ذلك الوقت".