استهلت الأسواق الهندية تعاملاتها، اليوم الثلاثاء، على ارتفاع قوي عقب عطلة نهاية أسبوع طويلة، حيث نجح مؤشر "نيفتي 50" في تعويض كافة الخسائر التي تكبدها في وقت سابق من الشهر الجاري نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
الأسهم الهندية تمحو خسائر الرسوم الأميركية
وسجل مؤشر "NSE Nifty 50" ارتفاعًا بنسبة 2.4%، متجاوزًا مستوى إغلاقه، لتصبح الهند أول سوق أسهم رئيسية تستعيد عافيتها بالكامل بعد تداعيات النزاع التجاري الأميركي الصيني، في المقابل، لا تزال الأسواق الآسيوية الأخرى متراجعة بأكثر من 3% منذ إعلان الرسوم.
ينظر المستثمرون إلى السوق الهندية كملاذ آمن نسبيًا، بفضل الاقتصاد المحلي القوي وانخفاض انكشافها المباشر على صادرات السلع إلى الولايات المتحدة، كما عزز موقف الهند التصالحي تجاه إدارة ترمب، وسعيها للتوصل إلى اتفاق تجاري مؤقت، من جاذبيتها في ظل أجواء التوتر العالمي.
ويرى محللون أن تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قد يفتح الباب أمام الهند لتكون بديلاً صاعدًا في قطاع التصنيع، حيث تسعى الشركات العالمية لتنويع سلاسل الإمداد وتقليل اعتمادها على الصين.
مؤشرات تعافي بعد موجة بيع
كانت الأسهم الهندية قد شهدت تراجعًا حادًا في الفصلين الماضيين بنسبة تقارب 10%، وسط مخاوف من تباطؤ النمو وارتفاع التقييمات، بالإضافة إلى خروج استثمارات أجنبية تجاوز صافيها 16 مليار دولار منذ بداية العام.
لكن رغم هذه التحديات، يرى المستثمرون فرصًا جديدة مع تراجع التقييمات نسبيًا، وإمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي لدعم الاقتصاد. كما أن انخفاض أسعار النفط الخام – أحد أبرز واردات الهند – ساهم في تحسن التوقعات الاقتصادية والمعنويات الاستثمارية.
ويتداول مؤشر "نيفتي 50" حاليًا عند مضاعف ربحية يبلغ 18.5 مرة للأرباح المتوقعة خلال الـ 12 شهرًا المقبلة، مقارنةً بمتوسط خمس سنوات بلغ 19.5 مرة، وذروة وصلت إلى 21 مرة في سبتمبر الماضي، بحسب بيانات "بلومبرغ".
وقال راجات أغاروال، استراتيجي الأسواق لدى "سوسيتيه جنرال"، إن "الهند ليست بمعزل عن المخاطر، لكنها في موقع قوي نسبيًا وسط التصعيد التجاري العالمي، خاصةً في ظل انخفاض اعتمادها على الصادرات إلى الولايات المتحدة".
وتُظهر بيانات "بلومبرغ" أن واردات الولايات المتحدة من الهند بلغت 2.7% فقط من إجمالي وارداتها العام الماضي، مقارنةً بـ14% من الصين و15% من المكسيك، ما يمنح الهند مرونة أكبر في مواجهة الأزمات التجارية العالمية.