أوجدت حرب الرسوم الجمركية التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تذبذبات حادة في الأسواق المالية العالمية، ولكن بعد إعلان البيت الأبيض عن وقف مؤقت لبعض الرسوم الصارمة، باستثناء المفروضة على الصين، شهدت الأسواق انتعاشًا مع تحسن ملحوظ في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.
لماذا تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية؟
أوضح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أن الانسحاب كان جزءًا من خطة تهدف لجلب الدول إلى المفاوضات. بينما تشير تصريحات ترامب إلى استجابة للذعر في الأسواق بعد إعلان الرسوم لأول مرة، وإلى ضرورة المرونة في تعديل السياسات الاقتصادية عند الحاجة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية".
وكانت الديون الأمريكية المرتفعة، عاملًا رئيسيًا لتراجع ترامب، إذ أن ارتفاع معدلات الفائدة على السندات شكلت ضغطًا كبيرًا على إدارة الديون الأمريكية، التي تصل إلى 120% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما دفعه إلى تقديم تنازلات مؤقتة لمعظم الدول لمدة 90 يومًا، مع الإبقاء على الرسوم المشددة تجاه الصين.
هل استجابة الأسواق مبررة؟
يشير المحللون إلى أن شعور الأسواق بالاطمئنان قد يكون قصير الأمد بسبب استمرار ارتفاع التعريفات الجمركية، فعلى الرغم من تخفيضات ترامب، لا تزال القطاعات المهمة مثل صناعة السيارات والألومنيوم والصلب تواجه رسومًا مرتفعة.
كما أن المواجهة التجارية مع الصين ما زالت في ذروتها، إذ يتبادل البلدان تعريفات مرتفعة، مما يثير المخاوف حول التأثيرات الاقتصادية العالمية.
وأثار توقيت قرارات ترامب وإعلانه على وسائل التواصل الاجتماعي، شبهات حول التلاعب بالسوق. مما دفع السيناتور الديمقراطي آدم شيف للمطالبة بتحقيق رسمي.
تأثير الرسوم الجمركية على بريطانيا
لا تزال المملكة المتحدة تواجه رسومًا جمركية بنسبة 10% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، ومع ذلك، فإن خفض الرسوم الجمركية من قبل الاتحاد الأوروبي قد يخفف بعض الضغط، مما يساعد في تجنب ركود اقتصادي حاد في بريطانيا.
ورغم ذلك، لم تُترجم هذه التطورات إلى مكاسب فورية في سوق السندات البريطانية، ومع تجاوز الديون حاجز 2 تريليون جنيه إسترليني، شهدت السندات ارتفاعًا في أسعار الفائدة، مما يقيد القدرة الحكومية على الإنفاق المستقبلي ويحث المستشارة راشيل ريفز على إعادة النظر في خطط الميزانية القادمة.