مع اشتداد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، بادر البنك المركزي الصيني، بنك الشعب الصيني (PBOC)، إلى إدارة انخفاض قيمة اليوان من خلال مطالبة البنوك المملوكة للدولة خفض مشتريات الدولار الأمريكي.
التعريفات الجمركية الجديدة
تأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط هبوطية كبيرة على اليوان، والتي تفاقمت بسبب التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية.
خفض مشتريات الدولار
كشفت مصادر مطلعة أن بنك الشعب الصيني أصدر توجيهات غير رسمية للبنوك الحكومية الرئيسية في وقت سابق من هذا الأسبوع، يحثها فيها على خفض مشترياتها من الدولار الأمريكي.
يهدف هذا الإجراء إلى الحد من تداولات المضاربة وتخفيف الضغط الهبوطي المفرط على اليوان، بالإضافة إلى الحد من مشتريات الدولار للحسابات الخاصة، أصدر البنك المركزي تعليماته لهذه البنوك بفحص أوامر شراء الدولار لعملائها بعناية، في إشارة إلى سعيه للسيطرة على نشاط المضاربة في السوق.
يوم الأربعاء، اتخذت البنوك الحكومية إجراءات لشراء اليوان وبيع الدولار بقوة، مما ساعد على إبطاء تراجع اليوان في السوق المحلية. انتعشت العملة، التي فقدت 1.3% من قيمتها في أبريل، لفترة وجيزة بعد هذه التدخلات، حيث استعاد اليوان المحلي بعض قوته، بينما شهد نظيره في الخارج انتعاشًا مماثلًا.
تجنب انخفاض حاد في قيمة اليوان
على الرغم من الضغوط على اليوان، استبعد بنك الشعب الصيني (PBOC) أي انخفاض حاد في قيمته. وأشار مستشارو السياسات لدى البنك المركزي، إلى جانب مصرفيين مطلعين على استراتيجية البنك، إلى أن السلطات لن تسمح بانخفاض حاد.
قد يؤدي الانخفاض المفاجئ والحاد في قيمة العملة إلى تقويض ثقة السوق وتفاقم تدفقات رأس المال الخارجة، مما قد يشكل مخاطر كبيرة على الاستقرار المالي.
بدلاً من ذلك، يهدف بنك الشعب الصيني إلى خفض قيمة العملة تدريجيًا لدعم قطاع التصدير في البلاد، الذي يواجه تحديات متزايدة بسبب تصاعد التعريفات الجمركية الأمريكية.
أكد أحد مستشاري السياسات أنه في حين أن خفضًا طفيفًا في قيمة العملة قد يفيد الصادرات، فإن الحفاظ على استقرار السوق بشكل عام هو الشاغل الرئيسي للسلطات الصينية.