قفزت مدخرات الأفراد بالعملات الأجنبية في البنوك المصرية خلال أول شهرين من العام الحالي، لترتفع بنحو 818 مليون دولار، وتسجل 35.8 مليار دولار بنهاية فبراير الماضي، مقابل 35 مليار دولار بنهاية 2024.
وتستحوذ شهادات الادخار والودائع المربوطة لأجل بالعملات الأجنبية على 94% من إجمالي مدخرات الأفراد الأجنبية خلال أول شهرين من العام بقيمة بلغت 777 مليون دولار
ارتفاع إجمالي الودائع غير الحكومية بالعملات الأجنبيةوأظهرت البيانات ارتفاع إجمالي الودائع غير الحكومية بالعملات الأجنبية بنحو 1.84 مليار دولار خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، لتسجل 59.9 مليار دولار، مقابل 58.16 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024.
وتتنافس البنوك المصرية، منذ تحرير سعر صرف الدولار في مارس 2024، على جذب المزيد من المدخرات بالعملات الأجنبية لتعزيز قواعدها الرأسمالية وتلبية احتياجات التمويل المتنوعة.
التحوط يعزز الإقبال على الادخار بالدولار
وقالت مصادر مصرفية إن هناك إقبالا ملحوظا من العملاء على الادخار في الشهادات الدولارية منذ نهاية العام الماضي، مدفوعا بالارتفاعات المتتالية التي شهدتها أسعار صرف الدولار.
وأضافت المصادر أن خفض البنوك الكبرى لفائدة الشهادات الدولارية أكثر من مرة خلال الستة أشهر الأخيرة عزز إقبال البنوك للاكتتاب في شهادات الادخار بالعملات الأجنبية للاستفادة بالعوائد المغرية قبل خفض جديد محتمل لفائدة المنتجات المصرفية بالعملات الأجنبية.
اقتراب خفض الفائدة على الجنيه في مصر
"اقتراب خفض الفائدة على الجنيه في مصر عزز إقبال العملاء على الاكتتاب في الشهادات الدولارية بالرغم من تراجع عوائدها نسبيا، بهدف التحوط ضد أي تقلبات محتملة"، وفقاً للمصادر.
وخفض بنكا الأهلي المصري ومصر، أكبر بنكين حكوميين في البلاد، الفائدة على شهادات الادخار الدولارية 3 مرات متوالية خلال الـ6 أشهر الماضية بمقدار 1.5%.
ويبلغ العائد بالبنكين على شهادات الادخار الدولارية لأجل 3 سنوات ذات العائد الدوري ربع السنوي إلى 5.5% بدلاً من أعلى عائد لها عند 7% سنوياً.
أما بالنسبة للشهادات التي يُصرف عائدها مقدماً بالجنيه المصري، فقد تم تقليص الفائدة عليها إلى 7.5% بدلاً من 9% سنوياً، بمعدل فائدة تراكمية 22.5 %.
شهادات الدولار تجذب تحويلات المصريين بالخارج
وقال رئيس أحد البنوك الكبرى في مصر، إن هناك نموا ملحوظا بوتيرة شراء العملاء الأفراد لشهادات ادخار دولارية منذ ديسمبر الماضي، على حساب الادخار في الحسابات الجارية، وذلك تحسبا لخفض الفائدة الدولارية.
وأضاف أن الشهادات تضمن عائد مرتفع لأجل 3 سنوات من تاريخ الاكتتاب، وهو ما يعتبره العملاء أمر مغري في ظل اقتراب خفض الفائدة الدولارية مع نمو التدفقات بالعملة الأجنبية خلال الشهور الأخيرة.
وأشار إلى أن تحويلات المصريين بالخارج عززت شراء شهادات الادخار الدولارية لأجل 3 سنوات خاصة مع اقتراب تخلي البنوك على الفائدة القياسية على الجنيه.
"تمسك العملاء بالدولار لا يرتبط حاليا بمعدل العائد عليه، ولكن العملة الخضراء باتت وسيلة استثمار للتحوط من أي تقلبات في سعر الصرف"، وفقا للمسؤول.
وارتفعت ودائع الأفراد الجارية بالعملات الأجنبية طفيفا خلال أول شهرين من العام الحالي، بقيمة 40 مليون دولار فقط، لترتفع إلى 3.92 مليار دولار بنهاية فبراير الماضي، مقابل 3.88 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضي.
وأشار المحلل المالي هشام حمدي إلى أن الأفراد يفضلون الشهادات الدولارية بسبب معدلات الفائدة المرتفعة مقارنة بحسابات التوفير والودائع القصيرة الأجل، التي تُفضلها الشركات والمؤسسات بفضل مرونتها.
ويرى أن الادخار بالدولار أحد الملاذات الآمنة التي يفضلها العملاء، خاصة مع تراجع التضخم وتوقعات تراجع أسعار الفائدة القياسية على الجنيه.