انتقل رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس، أغنى رجل في مصر، رسميًا إلى إيطاليا، ليغادر بذلك بريطانيا حيث كان يقيم سابقًا. وتأتي هذه الخطوة في ظل تغييرات واسعة تشهدها بريطانيا أثرت بشكل مباشر على النخبة الثرية، بعد أن فرض المشرعون قيودًا على الامتيازات الممنوحة للأثرياء الأجانب، وفقًا لـ"بلومبرج".
رحيل ساويرس يعكس اضطرابات بيئة الاستثمار في بريطانيا
وفقًا لإفصاحات رسمية، أصبح ساويرس، الذي يمتلك حصة في نادي أستون فيلا الإنجليزي، مقيمًا في إيطاليا بدلًا من المملكة المتحدة. وكان الملياردير المصري، الذي يحمل جنسيات مصرية وبلجيكية وإماراتية، قد بدأ التفكير في مغادرة بريطانيا منذ بداية العام، وسط توقعات بانتقاله إلى إحدى الدول الأوروبية الأخرى، بحسب ما نشرته وكالة "بلومبرغ".
ورغم أن ممثل ساويرس رفض التعليق على هذه الخطوة، إلا أن ثروته تُقدر بحوالي 8.6 مليار دولار وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
لماذا غادر الأثرياء بريطانيا؟
يواجه أصحاب الثروات في بريطانيا تحديات متزايدة، من بينها:
ارتفاع الضرائب على الأصول الموروثة والثروات الخارجية.
فرض ضرائب إضافية على رسوم المدارس الخاصة.
تراجع جاذبية الاستثمار بعد البريكست، مع تغير ستة رؤساء وزراء خلال عشر سنوات.
هذا الواقع دفع العديد من المستثمرين والأثرياء للبحث عن بدائل أكثر استقرارًا مثل الشرق الأوسط وسنغافورة وإيطاليا، التي تقدم مزايا ضريبية جذابة للمقيمين الأثرياء، تشمل إعفاءات على الأرباح المحققة خارج البلاد مقابل دفع 200 ألف يورو سنويًا.
ساويرس يعيد هيكلة أعماله في الخارج
في أواخر نوفمبر، استقال ساويرس من منصب مدير فرع لندن لمكتبه العائلي "إن إن إس غروب" (NNS Group)، والذي تم تسجيله في أبوظبي منذ يوليو الماضي. وانضم بذلك إلى قائمة رجال الأعمال الذين غادروا بريطانيا، مثل المستثمر الألماني في التكنولوجيا الحيوية كريستيان أنغرماير الذي انتقل إلى سويسرا، ورجل الأعمال اللبناني النيجيري باسم حيدر الذي اختار اليونان مقرًا جديدًا له.
رحلة استثمارية تمتد لعقود
ناصف ساويرس، خريج جامعة شيكاغو في الاقتصاد، يعد أحد أبرز رجال الأعمال في العالم. بدأ مشواره مع عائلته التي أسست مجموعة "أوراسكوم"، وتولى إدارة شركة "أو سي آي- إن في" (OCI NV) المتخصصة في صناعة الأسمدة، والتي يقع مقرها في أمستردام، بعد فصلها عن قطاع الإنشاءات بمجموعة أوراسكوم عام 2015.
استقر في بريطانيا لأكثر من 10 سنوات، وأسّس فرعًا لمكتبه العائلي في لندن عام 2016، كما عزز استثماراته هناك عندما اشترى نادي أستون فيلا الإنجليزي عام 2018، بالشراكة مع الملياردير الأمريكي ويس إدينز، في صفقة بلغت نحو 30 مليون جنيه إسترليني.
نشاطه الخيري واستثماراته العالمية
إلى جانب أعماله التجارية، أنشأ ساويرس مؤسسة خيرية في بريطانيا عام 2018، وقدّم أكثر من 45 مليون جنيه إسترليني لدعم عدد من المشاريع، شملت:
منح للكنائس في لندن.
تمويل أبحاث طبية بريطانية.
دعم مؤسسة المغنية البريطانية جوس ستون.
كما تشمل استثماراته حصصًا في شركات عالمية كبرى، مثل أديداس وشركة "ماديسون سكوير غاردن سبورتس"، التي تمتلك فريقي نيويورك نيكس ونيويورك رينجرز.
هل تستمر هجرة الأثرياء من بريطانيا؟
يبقى السؤال الأهم: هل ستواصل بريطانيا فقدان كبار المستثمرين والمليارديرات بسبب السياسات الجديدة؟ خطوة ساويرس قد تكون إشارة على تحولات أوسع في وجهة رأس المال العالمي، حيث يبحث الأثرياء عن بيئات أكثر استقرارًا ومرونة ضريبية، مما قد يعزز جاذبية دول مثل إيطاليا كوجهة جديدة للاستثمار العالمي.