رسوم ترمب تدفع أسعار النفط إلى أعلى مستوى في 6 أسابيع


الجمعة 28 فبراير 2025 | 02:32 صباحاً
أسعار النفط الخام
أسعار النفط الخام
العقارية

ارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوى في 6 أسابيع، بعدما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خططه لفرض تعريفات جمركية على أكبر موردين للنفط الخام إلى الولايات المتحدة.

زاد خام "برنت" تسليم أبريل بنسبة 2.1% ليغلق عند 74.04 دولار للبرميل، بينما صعدت عقود خام "غرب تكساس" الوسيط بحوالي 2.5% لتتجاوز 70 دولاراً للبرميل، وذلك بعد أن نشر ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، أن التعريفات المقترحة على كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ في 4 مارس.

اضطرابات محتملة في سوق أميركا الشمالية

تهدد هذه التعريفات بتعطيل الصناعة النفطية المتكاملة بين دول أميركا الشمالية، كما قد تؤدي إلى زيادة الطلب على النفط الخام الأميركي، ليحل محل البراميل الكندية أو المكسيكية التي قد يتم توجيهها إلى أسواق أخرى لتجنب الرسوم الجمركية.

ومع ذلك، قد تكون تأثيرات التعريفات محدودة لأن العديد من المصافي الأميركية مصممة لمعالجة النفط الثقيل من كندا والمكسيك، وليس النفط الخفيف المنتج محلياً، مما يجعل استبدال هذه الإمدادات أمراً صعباً. تستورد الولايات المتحدة حوالي 4 ملايين برميل يومياً من كندا، وحوالي 400 ألف برميل يومياً من المكسيك.

التوترات التجارية تلقي بظلالها على أسعار النفط

رغم المكاسب المحققة يوم الخميس، لا تزال أسعار النفط متجهة نحو أكبر خسارة شهرية منذ سبتمبر، حيث تؤثر مخاوف الحروب التجارية على توقعات النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة في الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم.

وكانت أسعار النفط قد أغلقت يوم الأربعاء عند أدنى مستوى لها منذ 10 ديسمبر، وسط تصريحات متضاربة من البيت الأبيض حول التعريفات الجمركية قيد الدراسة. وفي منشوره يوم الخميس، أكد ترمب أن الصين ستخضع لتعريفة إضافية بنسبة 10% اعتباراً من 4 مارس.

مخاوف من تداعيات سياسات ترمب

قال تاماس فارغا، المحلل في "بي أم في أويل أسوسيايتس" (PVM Oil Associates) في لندن: "لا يزال هناك غموض كبير بشأن تأثير الأجندة السياسية والاقتصادية لدونالد ترمب على النمو".

وأضاف: "التعريفات المتبادلة، وخفض الضرائب والإنفاق، قد يزيدان من الضغوط التضخمية ويؤثران سلباً على الرخاء الاقتصادي".

مؤشرات على عودة بعض الإمدادات النفطية

هناك بوادر على استئناف تدفقات النفط في بعض المناطق، حيث أعلن العراق، عضو "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك)، عن اتفاق مع إقليم كردستان لاستئناف صادرات النفط عبر خط الأنابيب المغلق منذ ما يقرب من عامين، من دون تحديد إطار زمني دقيق لذلك. وقد تم الإعلان عدة مرات عن قرب إعادة تشغيل هذا الخط، من دون أن يتم ذلك فعلياً.

وفي سياق آخر، أعلن ترمب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور الولايات المتحدة يوم الجمعة، في وقت تواصل واشنطن مناقشاتها لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وهو تحول محتمل قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية.

لا تزال هناك مخاطر على جانب العرض، بما في ذلك تجدد الجهود الأميركية للحد من صادرات النفط الإيرانية والفنزويلية، إضافة إلى التوقعات بأن تحالف "أوبك+" سيؤجل مرة أخرى خطته التدريجية لزيادة الإنتاج.