تعرف على أسباب مكاسب الذهب في 2017


الاربعاء 30 اغسطس 2017 | 02:00 صباحاً

مكاسب قوية حققها معدن الذهب خلال فترة زمنية وجيزة، استطاع

معها أن يرتفع لأعلى مستوى في 11 شهراً، وأن يتخطى مستوى 1300 دولار.

وتعد مكاسب الذهب الأخيرة استكمالاً لأرباح قوية حققتها في

2016، حيث كانت المرة الأولى التي يرتفع فيها الذهب منذ 3 سنوات، وبأكثر من 8% وهي

أعلى وتيرة منذ 2011، مما أعطى المعدن حافزاً إضافياً لتسجيل مكاسب خلال العام

الجاري.

كما كان للمعدن النفيس نصيب من تلك المكاسب عبر النصف الأول من العام الجاري، حيث ارتفع بنسبة

7.9%، ومنذ بداية 2017 وحتى تداولات اليوم الثلاثاء، صعد الذهب بنسبة 14.5%.

وتداخلت عوامل عديدة منها السياسي والاقتصادي في رحلة نجاح

المعدن الأصفر خلال العام الجاري.

اتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي قراراً برفع الفائدة خلال العام

الجاري الأولى كانت في مارس والثانية في يونيو، وكان لهم تأثيران أشد الاختلاف على

أسعار الذهب.

فثاني أدنى سعر سجله معدن الذهب خلال العام الجاري كان في شهر

مارس، تحديداً في اليوم الذي اتخذ فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي قرار رفع الفائدة حيث

وصل إلى مستوى 1200 دولار.

أما قرار الفيدرالي الثاني والذي كان في شهر يونيو الماضي،

فتسبب في دفع سعر الذهب لأعلى مستوى منذ بداية 2017 وقتها عند 1297 دولاراً، وهو إيضاً

ثاني أعلى مستوى للذهب خلال العام الحالي.

ويختلف تأثر الذهب بقرار سعر الفائدة وفقاً للتوقعات التي تأتي

قبل القرار، ووفقاً لتأثر الدولار بسعر الفائدة، حيث إن هناك علاقة عكسية بين سعر

الدولار والذهب

لطالما تتأثر أسعار الذهب بالمخاوف الجيوسياسية على اختلاف تلك

المخاوف لكن النتيجة دائماً كانت واحدة وهي ارتفاع في سعر المعدن.

وفي أبريل الماضي صعدت أسعار الذهب لأعلى مستوى في 5 أشهر، بعد

أن وجهت الولايات

المتحدة 59 صاروخاً نحو سوريا رداً على هجوم يعتقد أنه "كيميائي" قام به

النظام السوري.

ومنذ مايو تشابهت أسباب المخاوف الجيوسياسية، حيث كانت كوريا

الشمالية هي بطلتها، نتيجة تجاربها الصاروخية، ثم تطور الأمر إلى تهديدات متبادلة بينها

وبين الولايات المتحدة، بسبب دعوات الثانية إلى وقف مثل تلك العمليات.

وواظبت الدولة المنعزلة على إطلاق صواريخها، مما أدى بدونالد

ترامب إلى أن يخرج بتصريحات منددة، وتهديدات متوعدة لكوريا الشمالية، والتي كانت

ترد بتهديدات مماثلة.

وساهمت المخاوف والتهديدات في دفع الذهب إلى تسجيل مكاسب قوية،

حيث سجل آنذاك أعلى مستوى بشهرين وقت تلك التوترات والمخاوف الجيوسياسية.

ساعد التراجع في أسعار الدولار المعدن الأصفر في جني المزيد من

الأرباح خلال العام الجاري، فالذهب لم يتخط مستوى 1300 دولار إلا بعد أن شهد الدولار

تراجعاً حاداً.

ومن المعروف أن العملة الأمريكية والمعدن الأصفر يرتبطان

بعلاقة عكسية، حيث إن ارتفاع قيمة الدولار تضر بالذهب وتجعل شراءه عملية أكثر

تكلفة لينخفض الطلب عليه.

وهبط الدولار إلى أدنى مستوى في 3 سنوات أمام العملة الأوروبية

في بداية الأسبوع الحالي، ليصعد الذهب أعلى مستوى 1300 دولار.

وتعاني العملة الأمريكية تلك الفترة تحديداً من الانخفاض الحاد

نتيجة افتقار المستثمرين

إلى بيانات مطمئنة بشأن إمكانية عملية رفع إضافية لمعدل الفائدة، بالإضافة إلى

الابتعاد عن الأصول الخطرة، والتوترات السياسية في البيت الأبيض.

تلعب البيانات الاقتصادية دوراً هاماً دائماً في أسعار الذهب،

وتقترن أيضاً بعلاقة عكسية مع المعدن الأصفر.

فالنمو الاقتصادي على سبيل المثال كإحدى أهم البيانات

الاقتصادية في الولايات المتحدة يساهم في التحكم في سعر الذهب، والذي على الرغم من

أنه حقق ارتفاعاً في الربع الأول من العام الجاري، لكنه إيضاً بأقل وتيرة في 3 سنوات،

مما صب في سعر المعدن.

وعلى النقيض تعرض الذهب إلى تراجع حاد اقترب فيه من مستوى 1200

دولار في شهر يوليو الماضي، وهو اليوم نفسه الذي كشفت فيه بيانات الوظائف الأمريكية عن إضافة 222 ألف وظيفة.

على الجانب الآخر، ساهمت التوترات السياسية في ارتفاع

أسعار الذهب نتيجة تأثيرها بالسلب على الدولار، وتعد أزمة إغلاق الحكومة هي آخر

أزمات ترامب السياسية نتيجة تمسكه ببعض بنود الميزانية الغير موافق عليها من جانب

الأغلبية في الكونجرس، مثل البند الخاص بتمويل الجدار العازل بين الولايات المتحدة

والمكسيك.

كما كان هناك أزمات أخرى عصفت بالحياة السياسية الأمريكية

منها تورط نجل ترامب في محادثات مع روس خلال

الانتخابات، ومخاوف عدم اكتمال مشروع قانون الرعاية الصحية، وأزمة ترامب مع مدير

مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق.

تحقق بالفعل جزء من التوقعات بشأن أسعار الذهب وهو تخطي سعر

المعدن مستوى 1300 دولار، فيما لا يزال هناك بعض التوقعات غير معلوم مصيرها.

وتوقع محلل في بنك "في تي بي كابيتال"، أن ترتفع

أسعار الذهب لتتجاوز مستوى 1400 دولار للأوقية بنهاية العام الجاري؛ بضغط من

المخاوف الجيوسياسية، وارتفاع الطلب العالمي على المعدن.

وذكر "فغيني أنانييف": "يمكن أن يشهد المعدن

اتجاهاً تصحيحياً"، لكنه لا يعتقد أن يتراجع الذهب أدنى مستوى 1200 دولار

للأوقية.

كما رفع بنك "جولدمان ساكس" متوسط توقعاته بشأن سعر

معدن الذهب في أبريل الماضي للعام الجاري عند 1260 دولاراً للأوقية، مقابل

التقديرات السابقة عند 1150 دولاراً للأوقية وهو ما تخطاه المعدن.