أعلن المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية قررت عدم إضافة ثانية كبيسة إلى التوقيت العالمي في نهاية ديسمبر 2024، وهي المرة الأولى منذ عام 2016 التي يُتخذ فيها هذا القرار. وأضاف أبو زاهرة أن موعد إضافة الثانية الكبيسة المحتمل المقبل سيكون في 30 يونيو 2025.
تاريخ الثواني الكبيسة.. إضافات محدودة منذ عام 1972
وأوضح أبو زاهرة أن الثواني الكبيسة أضيفت للتوقيت العالمي 27 مرة فقط منذ عام 1972، وذلك لتعويض التباين بين دوران الأرض غير الثابت والتوقيت العالمي المعتمد على الساعات الذرية. وتتم إضافة هذه الثانية عند الساعة 23:59:59 بالتوقيت العالمي في 30 يونيو أو 31 ديسمبر. آخر إضافة كانت في 31 ديسمبر 2016.
لماذا يتباطأ دوران الأرض؟
كشف أبو زاهرة أن دوران الأرض حول محورها ليس ثابتًا تمامًا، حيث يؤثر القمر بشكل رئيسي على تباطؤها نتيجة لظاهرة المد والجزر، مما يؤدي إلى زيادة تدريجية في طول اليوم. فاليوم الحالي أطول بحوالي 1.7 مللي ثانية مقارنة بالقرن الماضي، وهو ما يعكس تأثيرات الجاذبية القمرية وتوزيع الكتلة على الكوكب.
وأشار إلى أن عوامل أخرى مثل تغييرات الكتلة في النواة الخارجية المنصهرة، وحركة الجليد في القطبين، والتغيرات الجوية، تلعب دورًا في تباطؤ دوران الأرض. هذه الظواهر قد تؤدي إلى تغييرات قصيرة المدى يصعب التنبؤ بها.
كيف تؤثر المد والجزر على دوران الأرض؟
أوضح أبو زاهرة أن ظاهرتي المد والجزر تؤثران بشكل كبير على دوران الأرض. فعندما يدور الكوكب، يمر عبر انتفاخات مائية تنشأ بفعل الجاذبية بين الأرض والقمر، مما يعمل كفرامل تقلل من سرعة الدوران. وبحسب التقديرات، يتباطأ دوران الأرض بمعدل 0.002 ثانية يوميًا في كل قرن.
"الثانية الكبيسة" ضرورة مؤقتة أم عبء تقني؟
وأشار رئيس الجمعية إلى أن الفارق الناتج عن تباطؤ دوران الأرض يتراكم تدريجيًا ليصل إلى ثانية واحدة كل عام ونصف تقريبًا. هذا التراكم هو السبب الرئيسي وراء إضافة الثواني الكبيسة لضبط التوقيت العالمي مع دوران الأرض.
وأوضح أن التخلي عن الثانية الكبيسة قد يكون مناسبًا للعديد من الصناعات، خاصة الاتصالات السلكية واللاسلكية، ولكنه قد يؤدي على المدى الطويل جدًا إلى عدم توافق الساعات مع موقع الشمس، مما قد يسبب تغييرات جذرية في مفهوم التوقيت.
دراسة إلغاء الثانية الكبيسة
اختتم أبو زاهرة بالإشارة إلى أن عام 2020 شهد تسارعًا طفيفًا في دوران الأرض، مما أثار اهتمام منظمي التوقيت العالمي الذين يدرسون الآن مقترحًا لإلغاء الثانية الكبيسة نهائيًا في المستقبل. القرار قد يساهم في استقرار الأنظمة التقنية، لكنه يترك سؤالًا مفتوحًا حول كيفية التكيف مع تأثيرات طويلة الأمد على التوقيت العالمي.