حذرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من خطر محتمل يهدد الاتصالات العالمية، بما في ذلك الإنترنت والراديو، بسبب نشاط شمسي مكثف غير مسبوق. وقد أدى هذا النشاط بالفعل إلى تدمير عدة أقمار صناعية، ما يثير مخاوف بشأن تأثيرات أكبر قد تشمل انقطاعًا كاملاً في خدمات الإنترنت.
تدمير ثلاثة أقمار صناعية بسبب توهجات شمسية قوية
في تقرير حديث، أوضحت "ناسا" أن ثلاثة أقمار صناعية أُطلقت حديثًا بهدف اختبار تقنيات فضائية جديدة، تعرضت للتدمير بسبب توهجات شمسية شديدة القوة. هذه التوهجات، التي تجاوزت الحدود المعتادة، ألحقت أضرارًا بالمكونات الخارجية للأقمار، مما أدى إلى تعطيل مداراتها واحتراقها قبل انتهاء مدة تشغيلها.
وأشار التقرير إلى أن هذا النشاط الشمسي أثّر بشكل مباشر على الأقمار الصناعية الواقعة على ارتفاع أقل من ألف كيلومتر من الأرض، مما يجعلها عرضة لفقدان السيطرة التامة.
التأثيرات الأرضية "انقطاع كامل للإنترنت"
يمتد تأثير النشاط الشمسي إلى الأرض، حيث تؤثر الجسيمات المنبعثة من الشمس على الاتصالات اللاسلكية بعيدة المدى. وقد تتسبب هذه الظاهرة في انقطاع خدمات الإنترنت بشكل كامل، بالإضافة إلى تعطيل إشارات الراديو، مما قد يؤدي إلى شلل في قطاعات عديدة تعتمد على الاتصال الرقمي.
ويرى العلماء أن امتصاص الغلاف الجوي الخارجي للطاقة الزائدة الناتجة عن هذه الظاهرة يسبب توهجًا أكبر، مما يزيد من تعقيد المشكلة.
نشاط شمسي خارج التوقعات
يشير علماء "ناسا" إلى أن السبب وراء دمار الأقمار الصناعية ليس التحلل المداري المعتاد، بل قوى غير مألوفة ناجمة عن النشاط الشمسي الشديد. ويرجحون أن تأثير هذا النشاط سيزداد مع مرور الوقت، ما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة للتخفيف من تأثيراته على البنية التحتية للاتصالات.
استراتيجيات للتصدي للمخاطر
ينبه الخبراء إلى ضرورة تطوير تقنيات أكثر قدرة على تحمل النشاط الشمسي المكثف، بالإضافة إلى تحسين تصميم الأقمار الصناعية بحيث تصبح أكثر مقاومة لهذه الظواهر. كما ينصحون بإنشاء أنظمة احتياطية تضمن استمرار الخدمات الأساسية في حال حدوث انقطاعات.