«الوليد» و«العبار» و«الحكير» و«الفطيم» و«الديار».. يضخون9 مليارات دولار استثمارات جديدة فى مصر


الاثنين 14 اغسطس 2017 | 02:00 صباحاً

يحظى السوق المصرى والاستثمار فيه باهتمام خاص من كبار المستثمرين الخليجيين الذين يدركون جيدا أن مصر هى أكبر سوق عربى من حيث التعداد السكانى الذى تخطى 100 مليون نسمة، وهو ما يجعلها وجهة استثمارية واعدة فى كافة القطاعات، لاسيما القطاع العقارى الذى ينطوى على كم فرص ضخمة بفضل الطلب الحقيقى والمتزايد والمستدام فى ذات الوقت، خاصة مع وجود فجوة بين العرض والطلب تتجاوز 500 ألف وحدة سكنية سنويا، وهو ما يجعل هذا السوق متعطشاً لمزيد من الاستثمارات العربية وعلى وجه التحديد الخليجية. 

«العقارية» قامت برصد لاستثمارات أكبر المستثمرين الخليجيين فى مصر، وأبرز مشروعاتهم العقارية وحجم استثماراتهم المستهدف ضخها فى السوق المصرى خلال الفترة المقبلة، والتى وصلت إلى نحو 160 مليار جنيه ما يوازى 9 مليارات دولار، سيتم ضخها فى العديد من الاستثمارات والتى يتركز أغلبها فى القطاع العقارى الذى يحظى بأهمية خاصة لدى المستثمرين الخليجيين.  

يأتى ذلك فى ظل الجهود الدؤوبة واللقاءات المستمرة التى تقوم بها الدكتورة سحر نصر.. وزير الاستثمار والتعاون الدولى، مع المستثمرين الخليجيين للاتفاق معهم على زيادة استثماراتهم فى مصر وعرض الفرص الاستثمارية عليهم، لاسيما أن الوزارة  بصدد الإعلان قريبا عن الخريطة الاستثمارية التى تم وضعها بالتنسيق مع كافة الوزارات، وتتضمن نحو 600 فرصة استثمارية فى المحافظات، بما تشمل من مطارات، وموانئ، ومناطق صناعية وحرة واستثمارية، أمام المستثمرين العرب والأجانب.

الوليد بن طلال

يعد الأمير السعودى الوليد بن طلال من كبار المستثمرين السعوديين فى السوق المصرى فى قطاعات عديدة أبرزها القطاع العقارى، وذلك من خلال العديد من الفنادق التى يمتلكها أو تديرها مجموعة المملكة القابضة التى تعد من كبرى الشركات العاملة فى السوق السعودى ولها العديد من الأذرع الاستثمارية فى الخارج .

وخلال لقائه مؤخرا مع الدكتورة سحر نصر.. وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى قرر الوليد بن طلال زيادة استثماراته فى مصر، حيث قرر التوسع فى منتجع فورسيزون بشرم الشيخ، ليكون أكبر منتجع فى العالم والاستثمار فى إنشاء فندقين جديدين بالعلمين ومدينتى، ومن المنتظر أن يتجاوز حجم هذه الاستثمارات الجديدة نحو 800 مليون دولار– ما يعادل نحو 15 مليار جنيه–  بالاشتراك مع مجموعة طلعت مصطفى، والتى بلغت استثماراتها فى منتجعات فورسيزون شرم الشيخ ونايل بلازا والإسكندرية ومشروع مدينتى ومشروع العلمين نحو 1.8 مليار دولار.

وأوضح «بن طلال» أنه لديه استثمارات فى مصر تضم قطاعات كثيرة منها القطاع الفندقى الذى يضم امتلاك وتشغيل 40 فندقا ومنتجعا قائما و18 فندقا ومنتجعا تحت التطوير، وفى القطاع المصرفى عن طريق سيتى جروب  Citigroup، وفى القطاع الإعلامى عن طريق مجموعة روتانا الإعلامية، وفى قطاع الطيران عن طريق طيران ناس الذى يصل إلى 7 محطات ومدن فى مصر، بخلاف قطاع النقل، حيث يمتلك الوليد نحو  ٪7 من اسهم شركة كريم بقيمة 62 مليون دولار.

وأشارت الوزيرة إلى أن بيئة الاستثمار هى محور رئيسى للبرنامج الاقتصادى، والوزارة تعمل على تنفيذ إصلاحات تشريعية ومؤسسية أهمها قانون الاستثمار الجديد الذى صدق عليه السيد الرئيس، ويتضمن تسهيلات وضمانات وحوافز لكافة المستثمرين، مؤكدة أن مصر ترحب بالمستثمرين السعوديين فى مصر، والوزارة تعمل على إزالة اى عقبات تواجه عملهم.

وناقشت الوزيرة مع بن طلال الإجراءات التى تتخذها الحكومة لتنظيم خدمات شركات نقل الركاب فى السيارات الخاصة باستخدام تكنولوجيا المعلومات ومنها شركة كريم، والتى يستحوذ الأمير الوليد بن طلال، على ٪7 من حصتها بقيمة 62 مليون دولار، حيث أوضحت أن الوزارة تنسق مع وزارة النقل فى مشروع قانون تنظيم خدمات شركات نقل الركاب فى السيارات الخاصة باستخدام تكنولوجيا المعلومات بما يضمن حماية المنظومة القائمة وتنظيم دخول أطراف جديدة، مشيرة إلى أن الوزارة حريصة على إزالة أى معوقات تواجه عمل شركة كريم فى مصر، والتى تسهم فى تقديم خدمات مميزة فى السوق المصرية، بما يؤدى إلى توسيع نشاط الشركة وفق القانون.

تأتى استثمارات الوليد بن طلال المتعددة من خلال مجموعة المملكة القابضة المدرجة فى السوق السعودى والتى تبلغ قيمتها السوقية نحو 200 مليار جنيه، وتقوم المجموعة بالأعمال الإنشائية العامة- التجارة العامة بكافة أنواعها- خدمات النقل والتخزين- إقامة وتملك وإدارة والاستثمار فى الفنادق والمجمعات الترفيهية والسياحية- خدمات الرعاية الصحية- خدمات التعليم- الوكالات التجارية- شراء الأراضى لأغراض تطويرها وإنشاء الأبنية عليها بهدف البيع أو التأجير لصالح الشركة.

إعمار مصر

تعد شركة «إعمار مصر للتنمية» صاحبة أكبر محفظة استثمارية أجنبية مباشرة فى القطاع العقارى بمصر، حيث تبلغ محفظة استثماراتها نحو 53 مليار جنيه، كما أنها من كُبرى الشركات المطورة للمجتمعات السكنية المرموقة فى مصر، ويبلغ إجمالى مساحة الأراضى المملوكة لها حوالى 15.4 مليون متر مربع عبر 4 مشاريع، تحتل مواقع استراتيجية وهى «آب تاون كايرو»، و«مراسى»، و«ميفيدا»، وبوابة القاهرة «كايرو جيت».

ونفذت «إعمار» أعمالاً فى مصر حتى الآن بقيمة 10 مليارات جنيه فى مشروعاتها العقارية الثلاثة «آب تاون كايرو» و«مراسى» و«ميفيدا» ويمثل هذا المبلغ بين 20 و٪21 من حجم استثماراتها المتوقعة والذى يصل إلى أكثر من 53 مليار جنيه، ليتبقى للشركة حوالى 43 مليار جنيه «5.6 مليار دولار».

وتنوى شركة إعمار المضى قدما فى تشييد وبناء المزيد من المشروعات التجارية والمولات والمبانى الإدارية خلال الفترة المقبلة، مستغلة فى ذلك الفوائض المالية المتحصلة من عملية الاكتتاب فى البورصة المصرية، وتعتزم إعمار مصر تشييد مشروع إعمار سكوير والذى يعد جزءا من مشروع آب تاون كايرو، والمارينا الدولية والفنادق المزمع إنشاؤها ضمن مشروع «مراسى»، ومنطقة «داون تاون» ضمن مشروع «ميفيدا» «التى تضم مساحات تجارية ومكاتب إدارية».

كما تنوى الشركة استغلال جزء من صافى حصيلة الطرح لتمويل مصاريف وتكاليف مرحلة ما قبل إطلاق مشروع بوابة القاهرة «كايرو جيت»، وكذلك تمويل زيادة الأراضى المملوكة لها عبر شراء قطع أراض منتقاة والتى تطابق معايير الاستثمار لشركة «إعمار مصر».

وتدرس إعمار حاليا فرص استثمارية لشراء أراض جديدة لزيادة محفظتها من الأراضى وذلك من خلال المشاركة فى العديد من المزادات التى تطرحها هيئة المجتمعات العمرانية ، وتعتزم الشركة فى حال إتمام الاستحواذ على تلك الأراضى أن تستخدم الأراضى فى تطوير وإنشاء مشروعات متكاملة ذات استخدامات متعددة.

عقب إدراجها بفترة وجيزة فى البورصة المصرية أثبتت شركة إعمار مصر التى يقود مجلس إدارتها رجل الأعمال والمطور العقارى الشهير محمد على راشد العبار، بجانب محمد إسماعيل عبدالغنى الدهان العضو المنتدب، أنها ستكون واحدة من بين المنافسين الأقوياء ذوى النفوذ فى سوق العقار المصرية، لما تمتلكه الشركة من سجل حافل بالإنجازات، حيث إنها تعد امتداداً لأكبر شركة عقار فى دولة الإمارات وهى «شركة إعمار العقارية الإماراتية»، وتقوم الشركة التى تأسست فى مارس 2005 وتم إدراج أسهمها فى البورصة المصرية منذ أقل من عامين بممارسة أعمال التنمية والتطوير العمرانى وإدارة العقارات التجارية والسكنية وتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ويحتل مشروع «آب تاون كايرو» المركز الأول بين مشروعات شركة إعمار مصر للتنمية من حيث قيمة اجمالى الميزانية المرصودة والتى وصلت الى 2.1 مليار دولار «ما يعادل 19 مليار جنيه»، حيث يستهدف الشريحة الأولى فقط من أصحاب الدخل المرتفع وبدأ المشروع فى عام 2010، ومن المقرر الانتهاء منه فى 2026. يشار إلى أن سرعة تنفيذ الاعمال فى مشروع آب تاون تعد سريعة مقارنة بباقى المشروعات، حيث وصل حجم الاموال التى تم انفاقها من الميزانية الإجمالية خلال 6 سنوات فقط وحتى كتابة التقرير ٪59 من اجمالى الميزانية أى ما يقدر بقرابة 1.26 مليار دولار «ما يعادل 11.2 مليار جنيه».

أما ثانى المشروعات هو مشروع «مراسى» بميزانية ضخمة تصل الى 1.74 مليار دولار «ما يعادل 15.5 مليار جنيه»، ويستهدف المشروع الشريحة الأولى أيضا، حيث تستهدف اعمار مصر الشريحة مرتفعة الدخل فقط من المستهلكين وتم البدء فى أعمال المشروع فى 2007 ومن المقرر الانتهاء منه فى 2024، ويعد معدل الانفاق فى مشروع مراسى من أقل المعدلات مقارنة بكافة المشروعات، خاصة مشروعات شركة إعمار- مصر، حيث وصلت نسبة ما تم انفاقه من الميزانية المخصصة ٪5 فقط بما يقدر بقرابة 87 مليون دولار فقط على مدار 8 سنوات بما يعادل ما يزيد قليلا على 10 ملايين دولار سنويا

و«ميفيدا» هو ثالث مشروعات اعمار مصر للتنمية  بميزانية إجمالية تم رصدها من الشركة وصلت قيمتها الى 645 مليون دولار«5.74 مليار جنيه» لإتمام المشروع الذى بدأ استلامه والشروع فى تنفيذه عام 2011، ومن المقرر الانتهاء منه فى 2021، حيث يستهدف المشروع الشريحة الأولى من أصحاب الدخول الأكبر من العملاء، وهو دائما ما تستهدفه مشروعات إعمار- مصر، وانفقت الشركة خلال السنوات الخمسة الماضية ٪27 فقط من إجمالى ميزانية المشروع رغم مرور نصف المدة المقررة لإنهاء المشروع بقيمة إجمالى 174 مليون دولار «ما يعادل 1.55 مليار جنيه» بمتوسط إنفاق سنوى خلال السنوات الخمسة وصل الى 43.5 مليون دولار «ما يعادل 258 مليون جنيه»

ماجد الفطيم

تعتبر مجموعة ماجد الفطيم إحدى الشركات المساهمة فى تطوير مفاهيم التسوق فى المنطقة، حيث كانت أول من أدخل نموذج متاجر الهايبر ماركت فى الشرق الأوسط فى العام 1995، وفى مشروع مشترك بين «ماجد الفطيم هايبرماركت» التى تدير «ماجد الفطيم ريتيل» وشركة «كارفور» الفرنسية التى تعتبر فى المرتبة الثانية عالمياً بين شركات التجزئة، وتنتشر فروعه فى السوق المصرى.

وتستهدف شركة ماجد الفطيم خطة توسعية فى مصر تتضمن ضخ نحو 23 مليار جنيه فى إنشاء مراكز تجارية جديدة، مِن ضِمنها سيتى سنتر ألماظة، وزيادة عدد أفرع كارفور هايبر وسوبر ماركت لتصل إلى 60 فرعًا، بالإضافة إلى إنشاء أول وأكبر مجمع لدُور عرض ڤوكس سينما بالقاهرة، خلال السنوات الخمس المقبلة، كما تتضمن الخطة أيضا تطوير اثنين من مراكز التسوق التابعة لماجد الفطيم، وهما مول مصر ومشروع إعادة تطوير وتوسعة سيتى سنتر المعادى.

وكانت مجموعة الفطيم قد وضعت حجر الأساس فى يناير 2016 لسيتى سنتر ألماظة، والذى تبلغ حجم استثماراته 4 مليارات جنيه، من خلال تمويل ذاتى من المجموعة، وتعاقدت المجموعة مع شركة مقاولات أولاد حسن علام، لتنفيذ سيتى سنتر ألماظة، وتم الحصول على رخصة البناء عام 2013، وبدأت الأعمال الإنشائية سبتمبر2015، كما رصدت المجموعة نحو مليارى جنيه لتأهيل وتطوير مول المعادى سيتى سنتر، وحالياً الشركة فى مرحلة تصميم ودراسة خطة التطوير، ومن المقرر افتتاحه خلال عام 2019.

الجدير بالذكر أن «مول مصر» يعد أكبر مشروعات التجزئة التى يتم تنفيذها فى مصر والمملوكة لشركة ماجد الفطيم بميزانية وصلت قيمتها الى 770 مليون دولار «ما يعادل 14 مليار جنيه»، وتم البدء فى أعمال المشروع الذى تم افتتاحه منذ أشهر فى العام 2012 والذى يستهدف الشريحتين الثانية والثالثة فى اشارة الى استهدافه كل من اصحاب الدخول المتوسطة والمرتفعة وعدم استهدافه اصحاب الثراء الاكثر دخلا.

تم إنفاق قرابة نصف المقدر له بالميزانية على المشروع بنسبة وصلت الى ٪49 حتى نهاية العام الماضى بقيمة وصلت الى 377.3 مليون دولار «ما يعادل 3.35 مليار جنيه»، وذلك فى 4 سنوات فقط بمتوسط انفاق سنوى وصل الى 94.3 مليون دولار سنويا «ما يعادل 560 مليون جنيه»، فيما تم إنفاق الباقى فى العام الأخير، ويضم مول مصر 165 ألف متر من المساحة التأجيرية بـ350 متجراً، بالإضافة لـ 21 صالة سينما، وبذلك يكون أكبر وجهة تسويقية ترفيهية فى البلاد.

لقراءة

الموضوع كاملا تصفح العدد الالكترونى