خلال أيام قليلة تغيرت خريطة الأدوات الاستثمارية التي تعطي أكبر عائد في مصر بعد أن قرر البنك المركزي خفض الفائدة وبعدما أوقف بنكا الأهلي ومصر الشهادات المرتفعة العائد.
وخلال اجتماع لجنة السياسة النقدية الأسبوع الماضي، فاجأ البنك المركزي السوق المصرفي بخفض سعر الفائدة 0.5%، لتنخفض إلى 8.75% على الإيداع و9.75% على الإقراض.
ويأتي قرار المركزي بعد أن قرر بنكا الأهلي ومصر وقف إصدار شهادة الادخار ذات العائد 15%، والتي كانت تعطي أعلى فائدة في مصر.
وحتى فترة قليلة كان الاستثمار في الشهادات الادخارية واحدًا من أفضل الأدوات التي تعطي عوائد على الأموال، بجانب استثمارات أخرى مثل الذهب والعقارات لكن مع انخفاض سعر الفائدة وتأثيرات فيروس كورونا تغيرت هذه المعطيات.
ويقول محللون اقتصاديون إن الاستثمار في الشهادات الادخارية لا يزال مناسب للظروف الاقتصادية الحالية، مشيرين إلى أن بعض الأدوات الاستثمارية الأخرى تعاني حاليًا من ارتفاع المخاطر مما يؤثر على العملية الاستثمارية، مؤكدين أن أسعار الشهادات الادخارية في البنوك لا تزال تعطي عائدًا مناسبًا، كما أنها منعدمة المخاطر، وأن العائد حاليًا على الشهادات الادخارية ما بين 12 إلى 12.25%، وهو عائد مناسب، وفي ظل انخفاض معدل تضخم الأسعار يعتبر هذا العائد إيجابيًا، وخلال شهر أغسطس الماضي سجل معدل التضخم السنوي 3.6% وهو أقل معدل له خلال 2020.
ووفقًا للمحللين فإن بنك ناصر مثلًا يتيح شهادة للأشخاص فوق سن الـ 60 عامًا بفائدة في حدود 15%، وهو استثمار لا يزال مرتفع العائد.
وينصح المحللون الأشخاص الذين لديهم أموالًا بأكثر من الاحتياج وعلى استعداد لتحمل مخاطر الخسارة، بصناديق الاستثمار، مشيرًا إلى أن هناك أنواع كثيرة على حسب نسبة تحمل الشخص للمخاطر.
ويصف المحللون الاقتصاديون، الاستثمار في الذهب بأنه يستخدم للتحوط من المخاطر أكثر من الاستثمار، نظرًا لأنه مرتبط بتكاليف كبيرة مثل التخزين والتأكد من نوع الذهب والذي يكون سبائك وليست مشغولات ذهبية.
وكانت أسعار الذهب العالمية شهدت موجة صعود امتدت إلى نحو 4 أشهر بدءا من أبريل الماضي، ليتخطى سعر الأوقية في بداية أغسطس مستوى 2000 دولار بالبورصات العالمية، محققا مستويات تاريخية لم يصل لها من قبل.
ولكن الأسعار تراجعت خلال الشهر نفسه لتتذبذب في الفترة التالية بين 1900 و2000 دولار قبل أن تشهد تراجعا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة لتكسر الأوقية حاجز 1900 دولار.
ووفقًا للمحللون فإن العائد من الاستثمار في العقار يكون في أمرين إما شراء من أجل البيع والاستفادة من الفارق أو شراء من أجل الإيجار، ويضيف المحللون أن البيع متوقف حاليًا في سوق العقارات في ظل تقديم المطورين العقاريين تسهيلات للمستثمرين، كما أن العائد من الإيجار أقل من العائد من شهادات البنوك حاليًا.
ويقدم خبراء الاقتصاد بعض النصائح للمستثمرين وهي كالآتي:
- لديك مبلغ جيد من المال وليس لديك معرفة بالاستثمار في أسواق الأوراق المالية –البورصة- والسندات، استثمر في الشهادات الادخارية بالبنوك.
- ليس لديك أموال وأنت صغير السن، اذهب لشركات التأمين، حيث ستقتطع منك جزءًا من راتبك للتأمين مثلًا على مخاطر فقدان الوظيفة.
- رجل مسن وتملك مالًا تعتمد عليه في تلبية احتياجاتك المعيشية، اذهب للشهادات الادخارية في البنوك التي تقدم فائدة 15% لكبار السن.
- رجل مسن ولديك أموال زائدة عن حاجتك استثمر في صناديق الاستثمار ولكن بنسبة تتناسب مع قدرته على تحمل المخاطر والخسائر.