أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن نجاح أكبر عملية عبور نوعية في تاريخ القناة، حيث عبر الحوض العائم "DOURADO" بعرض 90 مترًا ضمن قافلة الجنوب بالمجرى الملاحي الجديد. العملية التي استغرقت نحو 24 ساعة شهدت توجيه الحوض بواسطة مجموعة من القاطرات التابعة للهيئة، في خطوة بارزة تثبت قدرة القناة على التعامل مع أكبر وأصعب وحدات العبور البحرية.
تفاصيل عملية عبر الحوض العائم "DOURADO"
في خطوة غير مسبوقة، عبر الحوض العائم "DOURADO" القناة بفضل التنسيق المحكم والإجراءات الملاحية الدقيقة التي تم اتخاذها لضمان عبوره بأمان. الحوض العائم، الذي يملك طولًا إجماليًا بلغ 450 مترًا وعرض 90 مترًا، يزن حوالي 91 ألف طن، ما يتطلب ترتيبات استثنائية لتوجيهه عبر القناة.
تم توجيه الحوض العائم بواسطة قاطرتين مصاحبتين، مع مشاركة خمسة قاطرات تابعة للهيئة. العملية تطلبت تعاونًا كبيرًا بين مرشدي الهيئة وطاقم القاطرات الذين عملوا على مدار الساعة لتوجيه الوحدة العائمة، مراعاةً للتيارات الهوائية والمائية التي قد تؤثر على دقة عملية العبور.
خطوات استعدادات عبر الحوض العائم "DOURADO"
تبدأ عملية عبور الحوض العائم بتنسيق كامل مع الشركة المالكة للوحدة العائمة، تلاها تحديد خطة الملاحة من قبل مركز مراقبة الملاحة. قبل انطلاق الرحلة، تم عمل تحليلات تفصيلية لضمان أمان العبور، بما في ذلك إجراء معاينة مبدئية للحوض في منطقة غاطس السويس.
التحديات والإجراءات الملاحية
واجهت عملية العبور تحديات كبيرة بسبب حجم الحوض العائم وطبيعته التي تتطلب توجيهًا دقيقًا بواسطة القاطرات فقط. الأمر الذي تطلب دراسة متأنية لحركة واتجاه التيارات البحرية لضمان الحفاظ على تمركز الوحدة في منتصف القناة، مع ضمان سرعة لا تتجاوز ٤ عقدة خلال العبور.
نجاح العبور شهادة على قدرة القناة
أكد الفريق ربيع أن نجاح هذا العبور النوعي يعد دليلاً على قدرة قناة السويس على تنفيذ العمليات الملاحية المعقدة، مما يعكس جاهزيتها لتقديم خدمات إرشادية وتأمينية، إلى جانب قدراتها اللوجيستية التي تدعم حركة التجارة العالمية.
كما أشار إلى أن عبور الحوض العائم "DOURADO" لم يكن ليتم لولا الانتهاء من مشروع توسعة قناة السويس، الذي أضاف 40 مترًا جديدة على عرض القناة، مما سمح باستقبال وحدات عائمة بحجم أكبر، وبالتالي تعزيز القدرة الاستيعابية للقناة.
دور التوسعة في دعم العبور النوعي
أدى مشروع التوسعة الذي أُنجز مؤخرًا إلى تغيير معالم قناة السويس، حيث أصبح بالإمكان عبور الوحدات العائمة ذات العرض الكبير بعد أن كان أقصى عرض مسموح به 70 مترًا قبل التوسعة. هذا التطور يزيد من أمان الملاحة، ويقلل من تأثيرات التيارات المائية، مما يعزز قدرة القناة على استيعاب وحدات عائمة كبيرة لم تكن قادرة على عبورها سابقًا.