بينما يشكل امتلاك منزل تحديًا في العديد من أنحاء العالم نظرًا لنقص المعروض وارتفاع الأسعار، تواجه دولة اليابان مشكلة معاكسة تتمثل في فائض ضخم من العقارات المهجورة"، الأمر الذي يجذب العديد من الأشخاص حول العالم لإمتلاك منزل في بسعر رخيص داخل اليابان.
أكثر من 9 ملايين منزل بأقل من 10,000 دولار
وفقًا لإحصاءات حكومية عام 2023، يوجد في اليابان أكثر من 9 ملايين منزل مهجور، وتُعرض بعضها بأقل من 10,000 دولار، مما يوفر فرصة استثمارية للمشترين ذوي الفكر الابتكاري.
أسباب انتشار المنازل المهجورة
يرتبط تزايد أعداد منازل المهجورة في اليابان بتحديات سكانية، حيث وصل معدل الخصوبة إلى 1.2 ولادة لكل امرأة، مع زيادة نسبة كبار السن، وتساهم الهجرة الحضرية أيضًا في المشكلة، حيث يتوجه الشباب للمدن، تاركين منازلهم الريفية إما فارغة أو تحت رعاية كبار السن الذين غالبًا ما يواجهون صعوبة في الحفاظ عليها.
ويعد هذا التحدي السكني نتاجًا لعقود من النمو الاقتصادي السريع بعد الحرب، والذي أدى إلى طفرة في بناء المنازل، ومع تباطؤ الاقتصاد في التسعينيات، ازداد معدل الهجر، خاصة في المناطق الريفية.
اهتمام الأجانب بالمنازل المهجورة
ازدادت شهية المشترين الأجانب نحو منازل اليابان المهجورة، حيث ينظر إليها المستثمرون كمنازل ثانية أو مشاريع تجديد منخفضة التكلفة، فعلى سبيل المثال، استثمر السويدي أنطون وورمان، الذي يعيش في اليابان منذ عام 2018، في سبعة منازل أكيا بعد أن وجد تكلفة شراء المنازل في اليابان مناسبة بالمقارنة مع نيويورك وأوروبا.
هل تعتبر استثمارًا جيدًا؟
تعد المنازل المهجورة استثمارًا جيدًا لبعض الفئات، خاصة من الهواة الباحثين عن ملاذ ريفي هادئ أو مجددين يطمحون لبث الحياة في منازل تاريخية. ومع ذلك، فإن تكاليف التجديد وإعادة البيع المحتملة تجعلها أقل جاذبية للمؤسسات الاستثمارية، وتتطلب معرفة عميقة بثقافة اليابان وتأسيس شبكة اجتماعية قوية لضمان النجاح.
يرى الخبراء أن هذه المنازل قد تكون مجدية اقتصاديًا إذا كان المشتري مستعدًا للتحديات، بما في ذلك التغلب على حاجز اللغة والنظام البيروقراطي، مع الاستعداد لتحمل التكاليف العالية لأعمال التجديد.