شهد العالم، أمس، حدثًا تاريخيًا بظهور أولى ملامح عملة بريكس الموحدة، والتي من المتوقع أن تحدث تحولات جذرية في النظام المالي العالمي، الإعلان، الذي جاء في أعقاب قمة مجموعة البريكس، يمثل خطوة جريئة نحو تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتأسيس نظام مالي أكثر عدالة وتوازنًا.
أول ظهور لعملة بريكس
أثار ظهور أولى ملامح عملة بريكس الموحدة بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جدلًا واسعًا وتساؤلات عديدة حول طبيعة هذه العملة وآلية عملها، فبينما رحبت بعض الأوساط الاقتصادية بهذا التطور، أعرب آخرون عن شكوكهم حول قدرة هذه العملة على منافسة العملات الرئيسية الأخرى.
وتجاوزت الأبعاد الاقتصادية البحتة لإطلاق عملة بريكس الموحدة لتشمل أبعادًا سياسية واستراتيجية عميقة، فمن ناحية، تمثل هذه العملة تحديًا مباشرًا للهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي، ومن ناحية أخرى، تعكس تزايد نفوذ الدول الناشئة في الاقتصاد العالمي.
تساؤلات بعد ظهور عملة بريكس
هنا، طرحت عدة تساؤلات نفسها على الساحة. هل يمثل هذا الإعلان بداية حقبة جديدة في النظام المالي العالمي، أم أنه مجرد خطوة رمزية؟ وما التداعيات المتوقعة لهذه الخطوة على الاقتصاد العالمي؟ وكيف ستؤثر على العلاقات بين الدول الكبرى؟ وما الدلالات السياسية لهذا الحدث؟
وكشف الرئيس الروسي بوتين، خلال قمة البريكس في قازان، عن عملة جديدة لدول المجموعة الاقتصادية الجديدة والتي من شأنها أن تزعزع هيمنة الدولار الأمريكي، وسط توجهات بتقليص الدولرة في التجارة الدولية.
وبحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فإن الحقائق على الأرض تكشف عن تحديات كبيرة تصاحب هذا التحول، ومع تطور القمة، يسلط الصدام بين الطموح والعملية الضوء على تعقيدات إعادة تشكيل المشهد المالي العالمي.
طرح عملة موحدة لبريكس
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن طرح عملة موحدة لمجموعة بريكس خطوة سابقة لأوانها حاليًا، موضحًا أنها تتطلب مستوى عاليا من التكامل بين الدول الأعضاء، وأن دول بريكس يتعين عليها أن تتخذ خطوات تدريجية، مؤكدًا عزم بلاده لدعم البنك الجديد التابع للمجموعة.
وأشار الرئيس بوتين، إلى أن مجموعة بريكس ستولد أغلب النمو الاقتصادي العالمي في السنوات المقبلة، بفضل حجمها ونموها السريع نسبيًا مقارنة بنمو الدول الغربية المتقدمة.
التسويات المالية بالعملات المحلية
من جهته، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أهمية دفع أطر التعاون، فى مجال التسويات المالية بالعملات المحلية، واستثمار الميزات النسبية لدول التجمع، لتدشين مشروعات اقتصادية واستثمارية وتنموية مشتركة، لاسيما فى مجالات الزراعة، والصناعة والتحول الرقمي، والطاقة الجديدة والمتجددة..
كما أكد الرئيس السيسي أهمية دعم الدور المهم لمجلس أعمال البريكس، وتحالف سيدات الأعمال بالتجمع، في تكثيف التعاون بين القطاع الخاص وأصحاب الأعمال فى الدول الأعضاء، باعتبارهم شركاء رئيسيين في جهود تحقيق التنمية المستدامة.
حقيقة استبعاد إصدار عملة بريكس
في السياق ذاته، أكد سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أنه لم يتم استبعاد إصدار عملة موحدة لمجموعة بريكس، لكن تنفيذها مرتبط بجوانب محددة، مضيفًا: «لن أقول إن هذه الفكرة تم وضعها على الرف، على الرغم من أن تنفيذها، كما نفهم جميعا، ينطوي على جوانب».
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، أن هذه الجوانب تتمثل في إنشاء بنك مركزي لإصدار العملة، ودراسة سعر الفائدة لبنوك الدول الأعضاء، مؤكدًا أن بريكس ليست جاهزة لإصدار عملة موحدة، لكن ذلك لا يعني أن الفكرة قد تم تأجيلها.