أكد الدكتور سامح أحمد ذكى الحفني، وزير الطيران المدني، أن صناعة الطيران تُعد واحدة من الصناعات الحساسة للغاية، حيث يصفها البعض بأنها «هشة» نظرًا لتأثرها الكبير بأى نوع من الكوارث الطبيعية أو الحروب أو التراجع الاقتصادي، كما أنها تتأثر حتى بالأحداث البسيطة مثل مباريات كرة القدم.
أوضح الوزير أن قطاع الطيران يُعتبر أحد العوامل المحورية فى نمو الاقتصاد المصري، ويساهم فى ترسيخ مكانة مصر كوجهة عقارية عالمية، جاء ذلك خلال مؤتمر غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة.
أشار إلى أن الطيران يرتبط بشكل وثيق بتطوير بنية تحتية قوية، خصوصاً فى مجال الطيران المدني، حيث استثمرت الحكومة بشكل كبير فى تحديث هذا القطاع بهدف تعزيز الاتصال وجذب السياحة، مع الطموح للوصول إلى 30 مليون مسافر بحلول عام 2028 وزيادة حجم التجارة والاستثمارات.
وتحدث الوزير عن أهمية قطاع النقل الجوى فى مصر، مشددًا على دوره الحيوى ليس فقط فى الاقتصاد المحلي، بل أيضًا فى تسهيل حركة المسافرين وزيادة الاتصال بين الدول. وأوضح أن الحديث عن الاتصال يمثل موضوعًا حيويًا ليس فقط لصناعة الطيران بل أيضًا للعقارات والسياحة والناتج المحلى الإجمالي.
كما تابع حديثه قائلاً: «عند الحديث عن الاقتصاد، سواء المحلى أو الدولي، يُعتبر الطيران الشريان الحيوى الذى يربط مصر ببقية دول العالم من خلال تسهيل التجارة والسياحة، وأيضًا من خلال تعزيز التبادل الثقافي. وعندما نناقش الاقتصاد، فإننا نشير إلى كل من الاقتصاد الداخلى والدولي، حيث يمثل الطيران صلة حيوية تربط مصر بالعالم، مُساهمًا فى تسهيل التجارة وزيادة التبادل الثقافي.»
وأشار إلى أن الطيران الداخلى فى مصر يُسهم فى الربط بين المناطق المختلفة، وهو أمر بالغ الأهمية. أما بالنسبة للطيران الخارجي، فقد أكد أنه الجزء الأكثر أهمية، لأنه يؤثر بشكل مباشر على الناتج المحلى الإجمالي.
وذكر أن الطيران يُعتبر وسيلة النقل الرئيسية فى مصر، حيث نعتمد عليه بنسبة تصل إلى 99% لجميع المسافرين، فى حين أن المساهمة الحالية لقطاع الطيران فى الناتج المحلى الإجمالى تبلغ نحو 5%، مع الأمل فى زيادة هذه النسبة.
عبر الوزير عن أهمية تسهيل التجارة وتعزيز الصادرات وتقوية السياحة المصرية فى الاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن وزارة الطيران المدنى تتبنى أفضل النظم الدولية، مع التركيز على جودة الخدمة التى تُقدم، مشيرًا إلى أن الربح رغم أهميته، فإن جودة الخدمة تأتى فى المقدمة.
كما أكد أن الجزء الأهم من الطيران هو الاتصال العالمي، وزيادة عدد الرحلات المباشرة من وإلى مصر، موضحًا أهمية ربط البلاد بالمحاور الرئيسية للطيران العالمي. وتحدث عن ضرورة التفكير فى مستقبل الاتصال وتطوير البنية التحتية، مشيرًا إلى أن العصر الرقمى قد غيّر طريقة الحياة والعمل، وأن تطوير البنية التحتية الرقمية يُعد أمرًا ضروريًا لتنافسية قطاع الطيران المصري.
ولفت الوزير إلى أن الحكومة قد وضعت خطة واضحة لخصخصة توسيع الاتصال فى المطارات، مع التركيز على مطار القاهرة الدولى الذى يُعتبر المحور الأساسي. وأوضح أن الحكومة بحاجة إلى مزيد من الجهد فى إدارة المطارات، وضرورة الاستفادة من القطاع الخاص كشريك فى إدارة وتشغيل المطار، مشيرًا إلى خطة لإنشاء محطة جديدة فى مطار القاهرة بسعة إضافية من المتوقع أن تستضيف حوالى 30 مليون مسافر سنويًا، مما يرفع القدرة الإجمالية للمطار إلى 58.5 مليون مسافر.
كما أكد على أهمية التفكير فى المبادرات المتعلقة بالمطارات الذكية، واستكشاف تقنيات جديدة لتحسين كفاءة وأمان وراحة الركاب، بما فى ذلك أنظمة مثل كشك تسجيل الوصول الذاتى والتعرف البيومتري. وشدد على ضرورة بناء مدن مستدامة حول المطارات، معتبرًا أن المطار يمثل شريان الحياة للمنطقة المحيطة به.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية التخطيط لمستقبل مشرق لمصر للطيران، مع التطلع لاستقبال ضعف الأسطول بحلول عام 2029، مع توفير طائرات جديدة ومتطورة، معززا بالتوسع فى الوجهات والمساهمة فى الاقتصاد المصري.
وأكد أيضًا أن مطار القاهرة الدولى هو الأول والأنسب للدعم والتطوير، مع وجود خطة كبيرة لتعزيز الاستثمار فيه. وأفاد أنه لا يمكن التفكير فى خطة مستقبلية للاتصال دون الأخذ فى الاعتبار مبادرات المطارات الذكية. حيث يتم استكشاف وتطبيق تقنيات المطارات الذكية لتحسين الكفاءة والأمان وراحة الركاب. تشمل هذه المشاريع أنظمة مثل كشك تسجيل الوصول الذاتى والتعرف البيومتري، مع التأكيد على أهمية بناء مدن مستدامة حول المطارات، لأن المطار يعتبر شريان الحياة للمنطقة المحيطة به.
وأشار إلى أن مطار القاهرة، الذى كان فى السابق معزولًا، أصبح الآن مكتظًا، مما يتطلب مناقشة الاستدامة والتنمية الموجهة للنقل (TOD) لتعزيز المدن الأكثر موثوقية واستدامة فى سياق الطيران، بما فى ذلك تطوير مدن المطار مع أنظمة نقل متكاملة.
وفيما يتعلق بشركة مصر للطيران، أشار إلى أن الخطط تهدف إلى زيادة الأسطول إلى 25 طائرة بحلول عام 2029 أو بداية عام 2030، مع تحقيق إيرادات تصل إلى 6.5 مليار، واستيعاب أكثر من 100 وجهة. وأكد على أهمية إنشاء مطارات جديدة مثل مطار العاصمة الدولى ومطار بردويل وسيفينكس.
وأعلن الوزير عن خطط لتطوير مطار برج العرب ومطار فى رأس الحكمة بالتزامن مع التحديثات فى الساحل الشمالي. كما أكد على أهمية الربط بين المناطق الاقتصادية والاستثمارية مثل السخنة وجنوب سيناء والعريش، مع زيادة طاقة المطارات إلى 50.9 مليون مسافر.
واستعرض أيضًا خطة تطوير شركة مصر للطيران من خلال زيادة الطائرات والوجهات، مشيرًا إلى أن هناك 12 شركة خاصة تعمل فى مجال الطيران. ولفت إلى أن خطط التطوير تشمل إضافة 24 مطارًا جديدًا فى الفترة المقبلة.