شاب مصري يحمل مسؤولية أخيه على كتفيه.. قصة إخلاص وعطاء لا تنتهي


الاربعاء 09 أكتوبر 2024 | 12:52 مساءً
شاب مصري يحمل أخيه على كتفيه
شاب مصري يحمل أخيه على كتفيه
محمد عاشور

في مشهد مؤثر يعكس أسمى معاني الإخوة والأخوة، يحمل الشاب أحمد الزيني، شقيقه ذوي الاحتياجات الخاصة محمد، على كتفه يوميًا في رحلة ذهابًا وإيابًا إلى الجامعة، هي قصة انتشرت كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت إعجاب الملايين وألهمت الكثيرين.

يعيش الشاب صاحب الـ 33 عامًا في مدينة المنزلة، بمحافظة الدقهلية، ويسكن مع شقيقه الأصغر الذي يعاني من إعاقة تمنعه من الحركة بشكل طبيعي، ورغم الصعوبات التي يواجهها، قرر الشاب أن يتحمل مسؤولية رعاية شقيقه وتأمين مستقبله، فقرر أن يحمله على كتفه ليصل به إلى الجامعة يوميًا، متغلبًا على المسافات الطويلة والعقبات التي تواجهه في الطريق.

رحلة يومية مليئة بالتحديات

يبدأ الشاب رحلته الصباحية مبكرًا، حيث يحمل شقيقه على كتفه ويبدأ السير لمسافة طويلة للوصول إلى الجامعة بمدينة دمياط، يواجهان خلال هذه الرحلة العديد من التحديات، منها الحرارة الشديدة في فصل الصيف، والأمطار الغزيرة في فصل الشتاء، فضلًا عن نظرات الناس وتعليقاتهم التي قد تكون مزعجة أحيانًا.

يمشي الأخوان في الشوارع والبسمة ترسم وجوههما رغم آلام الغضروف الذي يعاني من أحمد، كونه يحمل شقيقه كثيرا، إلا أنه عندما يصل للجامعة ويشاهد شقيقه وابتسامته على وجهه وكأنه أفضل وأغلى أنواع المسكنات.

رغم التعب والإرهاق، يواصل الشاب رحلته بكل حب وإصرار، مدفوعًا برغبته في أن يرى شقيقه سعيدًا ومستقلًا، ويقول الشاب: «أعتبر أنني أقوم بواجب أخوي تجاه شقيقي، وأنا سعيد جدًا برؤيته سعيدًا وهو يدرس ويتعلم، ولم أتزوج حتى الآن».

ويضيف: «شقيقي يعاني من ضمور في العضلات منذ الصغر، وأصبحت مسؤولًا عن كل ما يريد، منذ ولادته وأنا أعتني به لم أجد طريقة سوى أن أحمله على أكتافي ليذهب حيث يريد، وأشعر بالسعادة البالغة في ذلك بالرغم من أنني أشعر بآلام في الظهر وأجريت جراحة إلا أنني أشعر بسعادة كبيرة عندما يصل شقيقي إلى جامعته وأنتظر لحين انتهاء دراسته».

ويستكمل: «شقيقي محمد يدرس في كلية الدراسات الإسلامية الفرقة الأولى، وتم تحويله لجامعة دمياط بناءً على التنسيق، وأتمنى أن يتم تعيينه في وظيفة حكومية، وتحويل شقيقي لمكان يكون قريبًا بالسكن الذي نعيش فيه».

صرخة شكر وعرفان

في قصة ملهمة تتجاوز حدود الكلمات، أطلق محمد، صرخة شكر وعرفان لأخيه الأكبر أحمد، الذي يحمله على كتفيه يوميًا في رحلة ذهابًا وإيابًا إلى الجامعة، أراد من خلالها أن يعبر عن عمق امتنانه لأخيه الذي أصبح بطله ورمزًا للإخاء والتضحية.

وعبر رسالة مقتضبة حملت الكثير من معاني العرفان، يقول: «شقيقي أحمد لم يكن وسيلة لتوصيل فقط، بل هو عيني التي أرى بها، أشعر بالأمان وأنا معه، يراعيني في كل شيء، يحملني منذ الصغر ويقوم بتوصيلي للجامعة من أجل تحقيق حلمي بأن أكون أحد علماء الأزهر الشريف، أشعر بسعادة عارمة له، أنا فخور وكل نجاح هو سبب لما وصلت إليه».

وبلسان حاله أراد القول: «أخي الحبيب، أنت لست مجرد أخ، بل أنت صديقي ورفيقي في الحياة. أنت تحملني على كتفيكِ ليس فقط جسدي، بل تحمل همومي وأحلامي. أنت من جعلني أشعر بالقوة والإرادة، وأثبت لي أن الإعاقة لا تعني العجز. كل يوم وأنت بطلي الحقيقي».

رسالة إنسانية

تعتبر قصة الشاب المصري درسًا في الإخاء والتضحية والعطاء، وهي رسالة لكل فرد في المجتمع بأهمية التعاون والتكاتف لمساعدة المحتاجين، كما أنها تظهر أن الإعاقة لا تمنع الإنسان من تحقيق أحلامه وطموحاته، وأن العائلة هي الداعم الأول والأخير في مواجهة تحديات الحياة.

ليس هذا وحسب، بل تذكرنا قصة الشاب بأهمية القيم الإنسانية النبيلة. وهي مثال حي على أن الحب والعطاء يمكن أن يتغلبا على أي صعوبة، وأن الإعاقة ليست عائقًا أمام تحقيق السعادة والنجاح. 

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي

أثارت قصة الشاب إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن إعجابهم بتضحياته وإخلاصه لشقيقه. وتفاعل العديد من الأشخاص مع القصة، مشيدين بشجاعته وإنسانيته، كما قدم البعض المساعدة له ولشقيقه.

شاب مصري يحمل أخيه على كتفيه
شاب مصري يحمل أخيه على كتفيه