سحبت تركيا سفينة التنقيب "أوروك ريس" من المناطق المتنازع عليها مع اليونان في شرق المتوسط، في خطوة تعكس مخاوف نظام أردوغان من التصعيد الدولي تجاه أطماعه بثروات المتوسط.
يأتي ذلك بعد ساعات من مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا بضرورة وقف أنشطتها المثيرة للتوتر في شرق البحر المتوسط.
ومساء أمس السبت، أعربت واشنطن عن قلقها إزاء الأنشطة التركية التي تثير التوتر في شرق البحر المتوسط، في موقف لاقى ترحيب قبرص التي طالبت بوقف الأنشطة غير القانونية لأنقرة.
الموقف الأمريكي الجديد أعلنه وزير الخارجية مايك بومبيو بعد اجتماعه مع رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس ووزير الخارجية نيكوس خريستودوليدس، في نيقوسيا.
وقال بومبيو إن بلاده ما زالت تشعر "بقلق عميق" تجاه عمليات الاستكشاف عن الغاز التي تقوم بها تركيا "في مناطق تؤكد اليونان وقبرص أنها تخضع لسلطتها في شرق المتوسط".
وفي 10 أغسطس الماضي، أرسلت تركيا سفينة الاستكشاف "أوروك ريس" للتنقيب في المياه بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين، في خطوة أثارت غضب أثينا والاتحاد الأوروبي، وسط تنديد دولي واسع بالعداء التركي المتنامي بالمنطقة.
خطوات استفزازية ينتهجها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع اليونان، في تصعيد كاذب يأمل من ورائه إشعال ملف شرق المتوسط لتحويل الأنظار عن الفشل الذي يتكبده داخليا وتهاوي شعبيته في الشارع التركي.
وطالبت قبرص والولايات المتحدة الأمريكية، أمس السبت، تركيا بوقف أعمالها العدوانية في شرق البحر المتوسط.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، في تصريحات عقب لقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن على تركيا إنهاء الأعمال الاستفزازية والعدوانية في المنطقة الاقتصادية شرقي المتوسط.
وأشار إلى أنه بحث مع وزير الخارجية الأمريكي قرار رفع حظر الأسلحة عن بلاده، والذي اتخذته الإدارة الأمريكية بداية شهر سبتمبر الجاري.
وفي وقت سابق نددت قبرص، بإعلان تركيا إجراء مناورة عسكرية قبالة سواحلها، مؤكدة أنها "غير قانونية" و"تنتهك" سيادتها.
وأعلنت تركيا، يوم الجمعة، إجراء مناورة بحرية بالذخيرة الحية قبالة ساحل صدر أعظم كوي في شمال قبرص بين السبت والإثنين.
وصّوت الكونجرس العام الماضي على رفع الحظر، الذي تم فرضه لأول مرة في عام 1987، لكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت أجلت تنفيذ قرار الكونجرس، حتى بداية سبتمبر الجاري.