تزعم دراسة علمية جديدة، أجريت على أكثر من 450 من حيوانات الفراء (الحيوانات التي يغطي جسمها الفرو) في الصين، وجود عشرات الفيروسات الجديدة والعدوى بينها، بما في ذلك بعضها معرض لخطر كبير من انتقال العدوى بين البشر.
واكتشف فريق الدراسة 125 فيروسا، من بينها 36 فيروسا جديدا، بحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر".
ووفقا للنتائج المنشورة، فإن كلاب الراكون، والمنك (النمس)، وخنازير غينيا، تحمل أعلى عدد من الفيروسات "عالية الخطورة" المحتملة، بما في ذلك فيروس المنك المرتبط ارتباطا وثيقا بتلك الموجودة في الخفافيش فقط حتى الآن.
الانتقال بين الأنواع الحية، بما في ذلك البشر
وقام الباحثون بتقييم 39 من الفيروسات التي لديها "خطر كبير" للانتقال بين الأنواع الحية، بما في ذلك البشر.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الفيروسات، مثل التهاب الكبد الوبائي "إي"، والتهاب الدماغ الياباني، انتشرت بالفعل إلى البشر، لكن 13 منها كانت جديدة تماما.
وقال مؤلفو الدراسة: "تمثل تربية الفراء مركزا مهما لانتقال الأمراض الحيوانية المنشأ الفيروسية"، إذ انتقلت بعض الفيروسات بالفعل إلى البشر.
كما تم رصد عدة أنواع من أنفلونزا الطيور في خنازير غينيا، والمنك، والجرذان المسكية، إلى جانب 7 أنواع من فيروسات "كورونا"، على الرغم من عدم وجود أي منها مرتبطا بشكل وثيق بفيروس "سارس-كوف-2"، الذي يسبب مرض "كوفيد".
وشارك علماء من العديد من الجامعات الصينية، وبعضهم من الخارج في الدراسة الجديدة، بما في ذلك إدوارد هولمز، عالم الفيروسات في جامعة سيدني.
وفي أوائل عام 2020، ساعد هولمز عالم الفيروسات، تشانغ يونغ تشن، في أن يصبح أول من ينشر تسلسل الجينوم لفيروس "سارس-كوف-2"، وهو من سلالة فيروس "كورونا" التي تسبب مرض "كوفيد-19".
وقال هولمز في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إنه "يعتقد بصفة شخصية، أن صناعة تربية الفراء على مستوى العالم يجب أن تُغلق، وذلك لأنها إحدى الطرق الأكثر ترجيحا لبدء جائحة جديدة".
وكان الفيروس الذي أثار قلق إدوارد هولمز، هو "فيروس شبيه بـ"إتش كيه يو 5" من نوع "بيبيستريلوس بات"، والذي تم اكتشافه من قبل في الخفافيش، وتم العثور عليه بالدراسة، في رئتي اثنين من حيوانات المنك، التي يتم تربيتها في المزارع.
ومنذ ظهور جائحة "كوفيد-19"، حذر العلماء من أن تربية الثدييات مثل المنك، للحصول على فرائها، قد يسهل انتقال الفيروسات الجديدة من البرية، وإثارة فيروسات متفشية جديدة.
وفي أول رد من بكين على نتائج الدراسة، ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، على أحد الصحفيين في مؤتمر صحفي: "سأحيلك إلى السلطات المختصة بهذا الشأن".