Li-Fi بدلا من Wi-Fi.. تقنية جديدة لنقل الإنترنت بسرعة الضوء


تقنية Li-Fi لنقل الإنترنت

الخميس 05 سبتمبر 2024 | 03:07 مساءً
تقنية Li-Fi لنقل الإنترنت
تقنية Li-Fi لنقل الإنترنت
العقارية

يشهد عصرنا نموًا كبيرًا في حركة البيانات، بفضل التطور التقني المتسارع وانتشار الأجهزة الذكية، وقد وضع هذا النمو الكبير تقنيات الاتصال التقليدية، مثل (الواي فاي) Wi-Fi، تحت ضغط متزايد. ولتلبية هذه الحاجة الملحة إلى سرعات عالية، ظهرت تقنية واعدة تحمل اسم (Li-Fi)، تعتمد على الضوء لنقل البيانات، وتَعد بقفزة نوعية في مجال الاتصالات اللاسلكية، إذ تفوق سرعتها التقنيات التقليدية بكثير.

ولكن ما تقنية (Li-Fi)، وكيف تعمل، وهل ستكون الحل الأمثل لعصر الإنترنت الفائق السرعة؟

أولًا، ما تقنية (Li-Fi)؟

تستخدم تقنية (Light Fidelity) – التي تُعرف اختصارًا باسم (Li-Fi) – الضوء لنقل البيانات بدلًا من الموجات الراديوية التي تستخدم في تقنية (الواي فاي)، لذلك تتميز بقدرتها على تحقيق سرعات نقل بيانات تفوق سرعات تقنية الواي فاي التقليدية بمئات المرات.

وبدلًا من استخدام هوائيات الراديو، تستخدم هذه التقنية المبتكرة مصادر الضوء – مثل مصابيح LED – المزودة بإلكترونيات وبصريات إضافية لإرسال البيانات المضمنة في أشعتها بسرعة عالية، ومن الناحية النظرية، توفر تقنية (Li-Fi) لمستخدمي الإنترنت اتصالات لاسلكية أسرع بأكثر من 100 مرة من أجهزة توجيه (الواي فاي) لأن الضوء له نطاق ترددي أكبر من الموجات الراديوية.

كما توفر تقنية (Li-Fi) أمانًا أكبر للبيانات لأن إشارتها لا تمر عبر الجدران، لذلك يمكن استخدامها في المناطق التي يكون فيها التردد اللاسلكي غير مرغوب فيه، مثل: المستشفيات والطائرات والمنشآت العسكرية.

وقد بدأت قصة تقنية (Li-Fi) في مطلع القرن الحادي والعشرين، وتأسست على يد البروفيسور الألماني هارالد هاس وفريقه، حينما اكتشف إمكانية استخدام الضوء لنقل البيانات في الاتجاهين.

وحصل هاس على درجة الهندسة من معهد نورمبرج للتكنولوجيا وعمل في مجال الاتصالات في كبرى الشركات التقنية مثل: نوكيا وSiemens، قبل حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة إدنبرة في عام 2001. ثم واصل لاحقًا أبحاثه في مجال الاتصالات اللاسلكية الضوئية والاتصالات اللاسلكية الضوئية الهجينة.

وفي عام 2011، حققت أبحاثه نقطة تحول رئيسية، حينما ألقى محاضرة في مؤتمر TED العالمي، كشف فيها عن إمكانية استخدام الضوء كوسيلة للاتصال اللاسلكي، وأطلق مصطلح (Li-Fi) أول مرة.

واستكمالًا لرؤيته الثورية، قدم البروفيسور (هارالد هاس) في مؤتمر TED في عام 2015 في لندن، عرضًا للتقنية الجديدة في محاضرة بعنوان (تعرف إنترنت Li-Fi الجديد)، إذ قدم تجربة مباشرة لبث مقطع فيديو عبر يوتيوب باستخدام موجات الضوء المنبعثة من مصباح موجود على الطاولة، واقترح هاس في محاضرته استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل مصابيح LED، لتوصيل الإنترنت إلى المناطق التي تعاني نقص البنية التحتية. وقد لاقت هذه الفكرة الثورية رواجًا كبيرًا، لأنها تهدف إلى سد الفجوة الرقمية وتوفير فرص جديدة للتعليم والتطور في هذه المناطق.

وأسس البروفيسور هارالد هاس، بالتعاون الدكتور مصطفى أفغاني، في عام 2012 شركة (pureLiFi) كشركة فرعية تابعة لجامعة إدنبرة. وقد جمعت الشركة حتى الآن أكثر من 37.9 مليون يورو من رأس المال الاستثماري، وتسوق بالفعل أول هوائيات ضوئية تجارية في العالم لأجهزة مختلفة بما يشمل: نظارات الواقع المعزز والواقع الافتراضي والهواتف الذكية.

كما تقدم الشركة أنظمة (Li-Fi) للعملاء الذين يسعون إلى تحسين سرعات شبكاتهم اللاسلكية. ويستهدف هاس وفريقه طرحًا عالميًا لهذه التقنية الثورية، إذ يتوقع الخبراء أن تبلغ قيمة سوق تقنية (Li-Fi) نحو 7.7 مليارات يورو بحلول عام 2030، مما يدل على الإمكانات الهائلة لهذه التقنية الجديدة.

ومنذ ظهور تقنية (Li-Fi) أول مرة، بدأت العديد من الشركات حول العالم بتطويرها، ومن أبرز تلك الشركات شركة (Oledcomm) الفرنسية، التي تقدم اليوم مجموعة متكاملة من الحلول التي تمكن الأفراد والشركات من الاستفادة من هذه التقنية المتطورة.

وفي إطار جهودها المتواصلة لتطوير هذه التقنية الثورية، تعاونت شركة (Oledcomm) مع وكالة الفضاء الأوروبية لاختبار تقنية Li-Fi في بيئة الفضاء، وذلك عند إطلاق الصاروخ (أريان 6)، في شهر يوليو الماضي.