البطاقات البريدية تقاوم الاندثار


الاربعاء 21 اغسطس 2024 | 09:32 مساءً
العقارية

مع التطور التكنولوجي أصبح الناس يستسهلون التقاط صور للمعالم السياحية ومشاركتها مع المعارف والأهل والأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عوضا عن عناء البحث عن مكتب للبريد، وشراء الطوابع منه وإرسال البطاقات البريدية من خلاله إلى الأصدقاء والأقارب.

وأشار استطلاع بريطاني للرأي إلى أن 39% فقط من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، قالوا إنهم لا يرسلون مطلقا بطاقات بريدية عندما يسافرون للخارج، بينما قال 21% إنهم اعتادوا إرسال بطاقات بريدية لأحبائهم، غير أنهم تخلوا حاليا عن هذه العادة.

بينما ذكرت بيانات استطلاع لعام 2023 أن 18% فقط من البريطانيين يرسلون بطاقات بريدية إلى أسرهم في كل مرة يسافرون فيها إلى الخارج.

ويقول منظمو الاستطلاع إن ذلك لا يعني وجود تحول بين الأجيال.

في حين أن الأجيال الأكبر سنا نشأت وسط استخدام وسائل اتصال تقليدية، فإن جيل الألفية هو الذي يرسل معظم البطاقات البريدية، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته شركة تأمين السفر البريطانية "إنشوراندجو" والتي تقدم أيضا خدمات الإنترنت.

ويقول الاستطلاع إن أكثر من نصف جيل الألفية ( 53 %)، يرسلون بطاقات بريدية عند سفرهم للخارج، يليهم الجيل "زد" الذي تتراوح أعمارأفراده بين 16 إلى 26 عاما، حيث يرسل ما نسبته 47% منهم بطاقات بريدية أثناء السفر، وبعد ذلك يأتي الجيل "إكس" الذي تتراوح أعماره بين 43 إلى 58 عاما، حيث يرسل ما نسبته 34% منهم بطاقات بريدية.

وحول السبب في إرسال البطاقات البريدية، يقول كثيرون إنه يرجع إلى تقليد عائلي أو عادة شخصية، أو الرغبة في التواصل مع أحبائهم لمشاركتهم تجارب السفر.

ويضيف الاستطلاع إنه على الرغم من تراجع عدد الأشخاص، الذين يرسلون البطاقات البريدية، يحب نحو 41% تلقيها، مشيرين إلى شعورهم "بالسعادة" وبأن هناك من "يتذكرهم" و "يحبهم"، وهي ثلاثة مشاعر يتم ذكرها كثيرا عند تلقي بطاقة بريدية.

ويحتفظ الناس في الغالب بالبطاقات البريدية الي يتلقونها، ولمدة طويلة للغاية في بعض الأحيان.

ولا تخطط ألمانيا حتى الآن لإقامة متحف للبطاقات البريدية، على الرغم من أن متحف ألتونير بهامبورج لديه كمؤسسة عامة أكبر مجموعة من البطاقات البريدية، يصل عددها إلى نحو 5ر1 مليون بطاقة.

وثمة مكانة خاصة للبطاقات البريدية في ألمانيا، ففيها طرح هينريش فون ستيفان، أحد مطوري هيئة البريد، فكرة لابتكارها.

ففي عام 1865 اقترح ستيفان إدخال "ورقة بريد مفتوحة"، كبديل بسيط ورخيص للخطابات، ونفذ فكرته بعد ذلك بخمس سنوات.

وبعد مرور بضع سنوات تم تجميل البطاقة البريدية بصور، بعد أن كانت خالية منها، وبذلك أصبحت تشبه البطاقات التي نعرفها اليوم.

وبينما لا يزال هواة جمع البطاقات البريدية متحمسين لمواصلة هذه الهواية، فإن هيئة البريد الألمانية لا تشعر بكثير من التفاؤل، إزاء التوقعات باستمرار وجود البطاقات البريدية.