يشهد سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي تقلبات مستمرة، مما يثير تساؤلات حول اتجاه هذا السعر في الفترة المقبلة. وترجح بعض التوقعات انخفاض سعر الدولار خلال الفترة المقبلة نتيجة عدة عوامل.
حيث قد يؤدي زيادة تدفقات الدولار إلى مصر، سواء من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة أو تحويلات المصريين العاملين بالخارج، إلى زيادة المعروض من الدولار؛ وبالتالي انخفاض سعره، بجانب مساهمة زيادة الصادرات في زيادة المعروض من العملة الصعبة وتقليل الطلب عليها، ومن ثم انخفاض سعر الدولار.
كما تسهم تدخلات البنك المركزي في السوق من خلال بيع الدولار وشراء الجنيه، في تقوية الجنيه وخفض سعر الدولار، فضلاً عن نجاح الإصلاحات الاقتصادية التي تتبناها الحكومة المصرية نتائج إيجابية، ما يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية ويزيد من ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، مما يدعم قيمة الجنيه.
سعر صرف الدولار
عن توقعات سعر الدولار الفترة المقبلة، يتوقع فرج عبدالله، الخبير الاقتصادي، عدم ارتفاع سعر الدولار مجددًا خلال الفترة الحالية، موضحًا أن الدولار بلغ أعلى قيم له حاليًا في البنوك، مشيرًا إلى أن العالم يشهد فترة استثنائية، وحالة من عدم اليقين في المنطقة العربية والشرق الأوسط، الأمر الذي يؤثر على البورصات العربية والعالمية نتيجة توتر الأحداث في المنطقة.
وأرجع الخبير الاقتصادي، خسائر البورصة المصرية خلال تعاملات الساعات القليلة الماضية إلى التأثر بالتقلبات الحالية في الأسواق العالمية، موضحًا أن خسائر البورصة المصرية جاءت على خلفية تأثر جميع البورصات وأسواق المال العالمية واتجاهها لتسجيل خسائر عنيفة خلال التعاملات الأخيرة، بسبب تجدد حالة عدم اليقين الاقتصادي، وإمكانية دخول الاقتصاد العالمي في موجة من الركود.
تحويلات المصريين بالخارج
في سياق متصل، أشار الدكتور علاء علي، الخبير الاقتصادي، إلى ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج بداية من شهر مارس 2024، بفضل قرار تحرير سعر الصرف الذي سبّب وفرة كبيرة في تحويلات المصريين من العملات الأجنبية.
وبلغت تحويلات المصريين بالخارج، 31 مليار دولار خلال 2021، لكن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط قد أثرت بالسلب على مصادر دخول العملات الأجنبية مثل إيرادات قناة السويس، وفقًا للخبير الاقتصادي.
وأكد الخبير الاقتصادي، أهمية مصادر السياحة والاستثمار والتصدير وتحويلات المصريين بالخارج في الحصيلة الدولارية، مشيرا إلى أن تراجع الدولار في السوق العالمية جاء مع التوترات الجيوسياسية وبيانات التوظيف الأمريكية الضعيفة.
وأرجع ارتفاع سعر صرف الدولار في البنوك مع احتفاظ البعض للعملة وزيادة الطلب خلال الفترة الأخيرة إلى شائعات تزعم دخول مصر في تعويم جديد بعد إتمام المراجعة الثالثة لقرض صندوق النقد الممنوح لمصر.