تحتاج لـ 12 مليار دولار.. أزمة تضرب جوهانسبرغ المدينة الأكثر ثراءً في أفريقيا


الخميس 08 اغسطس 2024 | 11:14 صباحاً
جوهانسبرغ
جوهانسبرغ
العقارية

تعاني جوهانسبرغ، المدينة الأكثر ثراءً في أفريقيا والتي تضم عدداً كبيراً من الشركات ونحو 12300 مليونير، من أزمة بنية تحتية حادة.

 وتحتاج المدينة الأكبر في جنوب أفريقيا بشكل عاجل إلى 12 مليار دولار لمعالجة تراكم أعمال الصيانة والترقيات الضرورية لأنظمة الطرق والكهرباء والمياه المتدهورة.

وتكشف الوثائق عن مناقشات عاجلة داخل مجلس المدينة، مما يؤكد شدة العجز، الذي يتفاقم بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وانقطاع الخدمة على نطاق واسع. 

وواجهت بعض مناطق جوهانسبرغ نقصاً في الكهرباء والمياه استمر لمدة تصل إلى 11 يوماً، في حين ظلت الحفر دون إصلاح لعدة أشهر، مما يشكل مخاطر جسيمة على السلامة العامة والاستقرار الاقتصادي.

تم تحديد شبكة الطرق في المدينة كمنطقة حرجة مثيرة للقلق. ويشير تقرير التقييم إلى أن "الحالة الحالية للطرق تشكل مخاطر كبيرة على السلامة العامة والأمن الاقتصادي والاستدامة البيئية".

و ويحذر التقرير من أن الفشل في معالجة هذه القضايا قد يؤدي إلى المزيد من تدهور البنية التحتية، والجسور غير الآمنة، وزيادة الفيضانات، وارتفاع حوادث المرور، بحسب ما نقلته مجلة "CEO World".

وتتكشف هذه الأزمة على خلفية عدم الاستقرار السياسي والمالي. فقد شهدت جوهانسبرغ، التي يقطنها حوالي 5 ملايين شخص، 8 رؤساء بلديات مختلفين منذ عام 2019، نتيجة لسياسات الائتلاف المتقلبة. فقد نصب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) ومقاتلو الحرية الاقتصادية (EFF)، أكبر الأحزاب في الائتلاف الحاكم في المدينة، عمدة من حزب الجماعة، على الرغم من أنه يشغل ثلاثة مقاعد فقط من أصل 270 مقعداً في المجلس.

ويتناقض هذا عدم الاستقرار السياسي بشكل حاد مع المشهد الوطني، حيث شكل المؤتمر الوطني الأفريقي، بعد أن خسر أغلبيته البرلمانية في انتخابات مايو لأول مرة منذ ثلاثة عقود، حكومة ائتلافية مع التحالف الديمقراطي والعديد من الأحزاب الأصغر، بينما ظل مقاتلو الحرية الاقتصادية في المعارضة.

ولمعالجة العجز المالي، نفذ مجلس جوهانسبرغ زيادات أعلى من التضخم في المرافق والأسعار وحصل على قرض بقيمة 135 مليون دولار من الوكالة الفرنسية للتنمية على الرغم من المقاومة الأولية من أحزاب المعارضة. 

وتتفاقم الصعوبات المالية التي تواجهها المدينة بسبب التحديات في تحصيل الإيرادات، حيث كشفت وثيقة مؤرخة في 6 مارس أن المدينة تكافح لجمع 330 مليون دولار من المدفوعات المتأخرة من العملاء الكبار، بما في ذلك الدوائر الحكومية والشركات.

تعكس مشاكل البنية التحتية في جوهانسبرغ مخاوف أوسع نطاقا في جميع أنحاء أفريقيا. تتطلب نيجيريا، التي كانت تعتبر ذات يوم عملاقاً اقتصادياً في القارة، 100 مليار دولار سنوياً على مدى السنوات الثلاثين المقبلة لسد عجز البنية التحتية. 

وخصصت ولاية لاغوس، إحدى أغنى مدن أفريقيا، 3.25 مليون دولار، تمثل 24.28% من ميزانيتها لعام 2024، لتطوير البنية التحتية وصيانتها.

وأشار تقرير صادر عن مركز الدراسات الأفريقية بجامعة نانيانغ التكنولوجية إلى أن النمو الاقتصادي في نيجيريا يعوقه بشكل كبير فجوات البنية التحتية الحرجة. ويؤكد التقرير الذي حمل عنوان "العودة إلى النمو: أجندة الأولوية لإحياء نيجيريا اقتصاديا"، أن شبكات النقل غير المتطورة في البلاد، وإمدادات الطاقة غير الكافية، والخدمات العامة غير الكافية، تعمل على إبطاء التقدم الاقتصادي، حيث تمثل ميزانية البنية الأساسية في نيجيريا أقل من 5% من 100 مليار دولار مطلوبة سنويا.

وفي حين تواجه جوهانسبرغ وغيرها من المدن الأفريقية هذه التحديات الهائلة، فإن الحاجة الملحة إلى معالجة العجز في البنية الأساسية تصبح واضحة بشكل متزايد، مما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى الاستثمار الشامل والمستدام في البنية الأساسية لضمان الاستقرار الاقتصادي والنمو.