عانت أسواق الأسهم العالمية من اهتزاز حاد يوم الجمعة الماضي بعد إعلان بيانات الوظائف في الولايات المتحدة، حيث قفز معدل البطالة إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات، ليصل إلى 4.3% في يوليو، مع تباطؤ كبير في عمليات التوظيف. هذا الارتفاع زاد المخاوف من تدهور سوق العمل واحتمال دخول الاقتصاد في ركود.
وشهدت الأسواق المالية جلسة دامية، حيث تكبدت خسائر كبيرة، وأثرت هذه الخسائر على العديد من المليارديرات، بما في ذلك جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، الذي فقد 15.2 مليار دولار من ثروته خلال يوم واحد. كما تراجعت ثروة إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، بنحو 6.75 مليار دولار وفقاً لمؤشر "بلومبرغ للمليارديرات".
خسائر بيزوس كانت مرتبطة بشكل رئيسي بتراجع كبير في أسهم شركة أمازون، والتي كانت من أكثر الشركات خسارة في نهاية الأسبوع، حيث فقدت أكثر من 169 مليار دولار من قيمتها السوقية. وشملت الخسائر أيضاً شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وألفابيت وإنفيديا، التي فقدت على التوالي 64، و49.6، و47.8 مليار دولار من قيمتها.
لم تقتصر الخسائر على الولايات المتحدة فقط، إذ تعرضت أكبر شركة تصنيع رقائق في العالم، "TSMC" التايوانية، لخسارة 43 مليار دولار من قيمتها السوقية. كما تراجعت شركة "ASML" الأوروبية، المتخصصة في تصنيع آلات الطباعة الحجرية المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات، بواقع 32 مليار دولار، وهو ذات المبلغ الذي خسرته شركة إنتل.
تأثرت ثروات العديد من المليارديرات بشكل كبير، حيث خسر لاري بيدج وسيرجي برين، مؤسسا شركة "ألفابيت"، حوالي 3.5 و3.2 مليار دولار على التوالي. كما خسر لاري أليسون، مؤسس شركة "أوراكل"، 4.4 مليار دولار. وتراجعت ثروة مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة "ميتا بلاتفورمز"، بنحو 3.4 مليار دولار إلى 174 مليار دولار. حتى ماكينزي سكوت، طليقة بيزوس، شهدت انخفاضاً في ثروتها قدره 3.3 مليار دولار.
من جهة أخرى، برزت القطاعات الدفاعية كأبرز الفائزين خلال الجلسة، حيث استفاد الملياردير دان جيلبرت، مؤسس شركة "روكت كومبانيز"، من الارتفاع في قطاع العقارات، وأضاف 2.57 مليار دولار إلى ثروته، التي وصلت إلى 34.2 مليار دولار. كما هيمنت قطاعات الأغذية والمشروبات والصحة على المشهد كأحد أبرز المستفيدين من هذه الأزمة.