موجة بيع مرعبة تهوي بالأسهم الأمريكية.. كواليس ليلة عاصفة في وول ستريت

شهدت البورصة الأمريكية ليلة صعبة بالأمس في ظل موجة بيع مرعبة تسببت في انهيار المؤشرات الرئيسية الثلاثة في وول ستريت بنسب كبيرة، وحسب "CNBC" مني مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب بأسوأ جلسة لهما منذ عام 2022.

 هبوط مدوي لمؤشرات البورصة الأمريكية

الأسهم الأمريكية أغلقت بالأمس على انخفاض واضح، حيث هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.31٪، ليغلق عند 5427.13 نقطة، في أسوأ جلسة للمؤشر منذ عام 2022.

وهوى مؤشر ناسداك الذي يحتضن أقوى شركات التكنولوجيا بنسبة 3.64٪ ليغلق عند 17342.41 نقطة، متكبدا أيضا أسوأ جلسة منذ عام 2022.

كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 504.22 نقطة، أو 1.25٪، ليغلق عند 39853.87 نقطة.

مجزرة تكنولوجية

الهبوط الحاد جاء بدفع رئيسي من تقارير مخيبة للآمال من شركتين عملاقتين في مجال التكنولوجيا، حيث انخفضت أسهم شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل بنسبة 5٪ في أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ 31 يناير/ كانون الثاني، عندما انخفضت بنسبة 7.5٪.

وعلى الرغم من أن ألفابت أعلنت عن زيادة في إيراداتها الصافية، إلا أن إيرادات إعلانات يوتيوب جاءت أقل من التقديرات.

كما  انخفضت أسهم تسلا بنسبة 12.3% - أسوأ يوم لها منذ عام 2020 - بسبب نتائج أضعف من المتوقع وانخفاض بنسبة 7% على أساس سنوي في عائدات السيارات.

كذلك انخفضت أسهم التكنولوجيا الكبرى الأخرى، حيث خسرت إنفيديا 6.8%، وميتا بلاتفورمز 5.6%، بينما انخفضت مايكروسوفت بنسبة 3.6%.

ما الذي حدث؟

تمثل بيانات هذه الشركات أهمية كبيرة للمستثمرين الذين يريدون الاطلاع على أداء الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة خلال الربع الثاني، وهي شركات ذات أسماء تحمل أهمية خاصة لوول ستريت حيث أن هذه المجموعة الصغيرة مسؤولة عن الجزء الأكبر من مكاسب هذا العام.

وتسببت عمليات البيع المكثفة في انحدار القطاع التكنولوجي المرتفع مؤخرًا، حيث ابتعد المستثمرون عن الأسهم التي عززتها وعود الذكاء الاصطناعي لصالح أخرى غير محبوبة في السوق مثل الشركات الصغيرة.

وأكد تشارلي ماكيليغوت، المحلل في نومورا، إن نتائج ألفابت وتسلا من شأنها أن "تغذي المخاوف" من أن السوق الأوسع أصبحت تعتمد بشكل مفرط على شركات العظماء السبعة من أسهم التكنولوجيا الكبرى، ولذلك، فإن سبب عمليات البيع الضخمة بالأمس، هو أن التوقيت بدا مثاليا لذلك فيما بمكن وصفه بـ"العاصفة المثالية لسوق ذروة الشراء".

ويتزامن ذلك مع ارتفاع مستوى الأرباح وفترة ضعيفة موسميًا للأسهم.

ولهذا السبب لم يكن هذا التراجع مفاجأة كاملة للمستثمرين، وفقًا لروس مايفيلد، استراتيجي الاستثمار في بيرد.

وأشار مايفيلد: "نرى أن هذا البيع المكثف معقول في النهاية، لأنه يأتي على خلفية سوق صاعدة. والتصحيح الصحي داخل سوق صاعدة هو شيء نعتبره مكانًا لانتهاز لفرص، وليس للدفاع أو لمحاولة حماية أموالك من هذا التقلب".

ورغم هذه الإخفاقات من عمالقة التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة، فإن موسم الأرباح بشكل عام بدأ بقوة. حيث أعلنت أكثر من 25% من شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عن أرباح في الربع الثاني، وتجاوزت نحو 80% منها التوقعات، وفقًا لبيانات FactSet.