يعاني السودان من أزمات متلاحقة منذ تمرد ميليشيا الدعم السريع في أبريل 2022 ضد القوات المسلحة السودانية واستهداف الدولة، فبعد عامين من الحرب انهار الاقتصاد السوداني وما تبعه من تدني العملة السودانية وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات الفقر والبطالة.
تفاصيل الأزمة الاقتصادية بالسودان
وقبل اندلاع الصراع، كان الاقتصاد السوداني يعاني من التضخم ونقص السلع الأساسية، وقد فاقمت الحرب التي أشعلها الدعم السريع في تفاقم الأزمة الاقتصادية.
انهيار الجنيه السوداني بسبب الحرب ويعاني ما يقرب من نصف سكان السودان من البطالة، بينما فقد الجنيه السوداني ما لا يقل عن 50% من قيمته، وفي الخرطوم، تعرضت المصانع والبنوك والمحلات التجارية والأسواق للنهب أو الإضرار، ما أدى إلى تقليص إمكانية حصول السودانيين على السلع والخدمات والنقود من المصارف وماكينات الصرف الآلية، وذلك وفق تقرير سابق صادر عن "لجنة الإنقاذ الدولية".
كذلك يواجه السودانيون أزمة انقطاع الإنترنت والاتصالات التي لم تفاقم فقط الوضع الاقتصادي بسبب تعطل الأعمال ولكت جعلت الملايين يكافحون للاتصال بأسرهم، والبحث عن مناطق آمنة، والوصول إلى الأساسيات واستخدام خدمات الأموال عبر الهاتف المحمول، ففي فبراير 2024، تم الإبلاغ عن أن مشغلي الإنترنت الثلاثة الرئيسيين في السودان غير متصلين بالإنترنت، مما ترك حوالي 30 مليون سوداني بدون اتصال بالإنترنت أو الهاتف لأكثر من شهر.
النزوح يهدد الاقتصاد السوداني ونتيجة لانهيار الأوضاع الاقتصادية، يواجه السودان مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني 18 مليون شخص أي ما يعادل 37 % من السكان من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وبخلاف ذلك أدى النزوح الناجم عن الصراع في السودان إلى نقص العمالة في جميع أنحاء البلاد ما أضر بالوضع الاقتصادي بجانب ارتفاع تكلفة الوقود، أضر الإنتاج الزراعي، في حين يؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض القوة الشرائية إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية.
وكشف أحدث تقييم لقدرة الناس على الحصول على الغذاء الكافي عن أن 10 ملايين شخص إضافي يواجهون أمنًا غذائيًا حادًا عما كانوا عليه قبل بدء الحرب، ويشمل ذلك خمسة ملايين شخص معرضين لخطر مواجهة الجوع الكارثي وأكثر من 700 ألف طفل سوداني يعانون من سوء التغذية الحاد.
وسبق وأكد مدير الطوارئ الإقليمي شاشوات ساراف في لجنة الإنقاذ الدولية في شرق إفريقيا، أن الصراع في السودان أدى إلى تعطيل قدرة الناس على زراعة المحاصيل، وتعطيل الأسواق، وأدى إلى نزوح جماعي، وأثر على دخل الناس، وقيد وصول الناس إلى المساعدات، وكل ذلك ترك الملايين من الناس دون الحصول على ما يكفي من الغذاء.