في أزمة تهدد السوق العقاري في واحدة من أهم الوجهات السياحية حول العالم، تعاني دبي من شح الأراضي في المناطق السكنية الرئيسية، ما دفع الأسعار إلى الارتفاع بنسبة وصلت إلى 1000% في بعض الأحياء في السنوات القليلة الماضية.
شح الأراضي في دبي
ولا تكاد تتوافر أي أراضي للبيع في أحياء مثل دبي مارينا وخليج جميرا ونخلة جميرا ووسط مدينة دبي، مقابل طلب هائل في هذه المناطق وسط زيادة مطردة في عدد السكان.
ووفقاً لحسابات "إرم بزنس" التي استندت إلى بيانات مركز دبي للإحصاء، زاد عدد سكان دبي بواقع 90 ألفاً و 583 نسمة منذ بداية العام وحتى يوم الأحد 14 يوليو، أي بنمو 2.4%. ووصل التعداد السكاني إلى 3,746,048 نسمة أمس مقارنة بـ3,655,465 في بداية العام 2024 بحسب المصدر ذاته.
وزاد الطلب على العقارات بشكل خاص من قبل أصحاب الثروات الكبيرة، مع الإشارة إلى أن دبي كانت ثاني أكثر مدينة لاستقطاب أثرياء العالم العام الماضي بحسب "هنلي أند بارتنرز".
السوق العقاري في دبي
وفي هذا السياق، أكد يوسف حمودين، رئيس مجلس إدارة شركة "فور دايركشن" للتطوير والوساطة العقارية في حديث هاتفي أن تصدر دبي في استقطاب الأثرياء العام الماضي، يفسر ارتفاع أسعار المساكن في المناطق المميزة في الإمارة بنسبة أكبر من تلك الواقعة في ضواحيها.
وأضاف "لا أجد أي أرض لشرائها"، مشيراً إلى أن ملاك الأراضي لا يريدون البيع في الوقت الراهن مع المراهنة على ارتفاع أسعارها وتطويرها. وأكد حمودين أن أسعار الأراضي ارتفعت 10 أضعاف في سنوات قليلة في مناطق رئيسة ممّيزة في دبي، وأكد أنه لا يرى أي سبب لتوقف هذا الارتفاع. كما توقع حمودين صعود أسعار الفلل أكثر من أسعار الشقق بسبب تطلبها مساحة أرضية أكبر لتطوريها.
وتشير بيانات موقع "بيوت" إلى تسجيل زيادات ملحوظة في أسعار بيع الشقق والفلل في أبرز مناطق دبي، فيما بلغت أعلى زيادة للفلل وبنسبة 17% خلال النصف الأول من عام 2024. وأكد حمودين أن هناك منافسة شديدة بين المطورين لزيادة مخزونهم من الأراضي بغية تطوريها في ظل زيادة الطلب. وتوقع أن يؤدي هذا النقص إلى ارتفاع هائل في أسعار المساكن، وأوضح أن أسعار الأراضي تمثل نحو ثلث قيمة العقار، ما ينعكس بشكل مباشر على أسعار الشقق والفلل.
وهناك عدة طرق لتقييم الأراضي في دبي، منها المقارنة بين أراضي مماثلة قريبة أو تحديد قيمة الأرض بناءً على الربحية المحتملة لمشروع التطوير بعد حساب تكلفة البناء والربح المناسب.
وبالإضافة إلى ارتفاع أسعار العقار، لفت حمودين إلى ارتفاع ملحوظ في تكلفة اليد العاملة ومعظم مواد البناء. وأكد أن رغم الارتفاع السعري، تبقى أسعار السكن في دبي أقل بنحو الثلثين إجمالاً مقارنة مع مدن عالمية مثل لندن وسنغافورة ونيويورك وهونغ كونغ، وهذا ما يفسر المبيعات الهائلة.
وقد سجل القطاع العقاري في دبي أعلى مبيعات فصلية على الإطلاق خلال الربع الثاني من العام الجاري، بقيمة 125 مليار درهم، بزيادة 38% بحسب دائرة الأملاك والأراضي في دبي.
وأخيراً، أوضح حمودين أن معظم المطورين يركزون على أراضي التملك الحر، حيث السوق أوسع والأرباح أكبر. وتسمح مناطق التملك الحر للمستثمرين من أي جنسية كان، بالحصول على الملكية الكاملة للعقار والأرض التي يقع عليها. وتشمل مناطق التملك الحر مرسى دبي ووسط مدينة دبي ونخلة جميرا وغيرها.