باتت مكالمات مندوبي التسويق العقاري شائعة جدًا في مصر، خاصةً مع ازدياد الطلب على العقارات، إلى أن أصبحت مصدرًا من مصادر الإزعاج، حيث قد تتلقى عشرات المكالمات اليومية من مندوبين يمثلون شركات عقارية مختلفة، يعرضون عليك شققًا أو فللًا أو وحدات تجارية للبيع أو التأجير.
مكالمات التسويق العقاري
خلال المكالمة المزعجة أو «الباردة» كما يُشير إليها البعض التي قد تُجبر على استكمالها نظرًا لإلحاح المندوب، سيقوم مندوب المبيعات بشرح خصائص العقار الذي يتصلون بك بشأنه، بما في ذلك الموقع والمساحة وعدد الغرف والمرافق والسعر، وقد يعرض عليك خيارات تمويل لشراء العقار، مثل القروض العقارية أو خطط التقسيط، فضلًا عن عروض المساعدة في نقل الأثاث أو خدمات التنظيف.
البعض سخر من عشوائية هذه الشركات في تحديد أرقام العملاء، التي لم تراعي المستوى الاجتماعي والمادي، حيث انتشرت هذه المكالمات بين طبقة الموظفين الذين يبحثون في الغالب على شقق الإسكان الاجتماعي، ليس وحدات بملايين الجنيهات.
وتتسم المكالمات الباردة بـ«اسكريبت واحد» يكرره المندوب، حيث ستفاجئ بمجرد الرد على المكالمة بـ: «مساء الخير يا فندم، أنا فلان من شركة كذا للتطوير العقاري، الشركة بتقدم عرض لفترة محدودة، تقسيط على 8 سنوات، وبمقدم 5 أو 10% أو حتى بدون مقدم»، وغالبًا ما يتهربون من الإفصاح على قائمة الأسعار في بداية المكالمة.
وفي حالة أخذك الفضول للسؤال على السعر، فإنها ستكون الصدمة عندما تعرف أنها الوحدة ذات المساحة أقل من 100 م2 قد بلغت ملايين الجنيهات.
استراتيجية المكالمات الباردة
تعتمد الاستراتيجية المكالمة الباردة بالأساس على «ضربة الحظ»، حيث قد تأتي المكالمة لشخص ما في الوقت الذي يبحث فيه عن وحدة عقارية، خصوصًا وأن صفقة واحدة ناجحة في الشهر قد تكون كافية.
وتحدث محمد عبدالله، والذي يعمل كمحاسب في مصنع صغير: «بالكاد أتمكن من تغطية مصاريف أولادي، فلا يتبقى لي شيء في نهاية الشهر. لذلك فكرت في عمل إضافي بجانب وظيفتي الأساسية، فاشتريت سيارة بالتقسيط من أحد البنوك لاستخدامها في خدمات النقل الذكي، بهدف تدبير باقي التزاماتي المالية الشهري"، وفقًا لـ "العربية Business".
وأضاف: «لا أعلم من أين حصلوا على رقمي، ولكن ما أنا متأكد منه هو أنهم اختاروا الشخص الخطأ. لقد ضيعوا ثمن مكالمة على شخص يناضل شهرياً لتوفير احتياجات أبنائه».
من جهته، أوضح رضا المنشاوي، سكرتير عام الجمعية المصرية للتسويق العقاري، أنه لا يوجد حصر مؤكد لشركات التسويق العقاري بالسوق المصري، ولكن ما يتم تداوله أن العدد ما بين 5000 إلى 8000 شركة.
مصدر بيانات العملاء
أوضح علاء الشيخ، رئيس مجلس إدارة شركة عقارية، أن مصدر البيانات يكون من قوائم البنوك وشركات الاتصالات وبعض العلامات التجارية المعروفة في مصر بالإضافة إلى قوائم بعض الفنادق وبعض المطاعم الشهيرة، وبعض البيانات المتاحة عن مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي. إلا أن تلك القوائم يتم بيعها بشكل غير قانوني أو رسمي من قبل بعض الأفراد في هذه الأماكن.
كما أشار إلى أن هناك قوائم يتم تداولها بين السماسرة وشركات التسويق العقاري، بالإضافة إلى أرقام هواتف العملاء الذين سجلوا في بعض الإعلانات العقارية أو الإعلانات عن سلع رفاهية.
وأوضح أن شراء قوائم الهواتف التي تحتوي على 5 إلى 10 آلاف رقم يُعد خياراً مُقبولاً من حيث التكلفة، حيث لا تكلفة تذكر للمكالمات الهاتفية، مما يجعل من الممكن تحقيق أهداف البيع من بين هذه القوائم بفعالية. بينما يتم بيع بعض أرقام العملاء بسعر يتراوح بين 1200 إلى 1500 جنيه، وذلك من خلال بعض منصات التواصل الاجتماعي للعملاء المؤهلين للشراء. بينما لا تتعدى نسبة نجاح المكالمات الباردة 1-2% من إجمالي البيانات العشوائية للعملاء.