4000 دولار للأوقية.. توقعات أمريكية غير مسبوقة للذهب


الاحد 23 اغسطس 2020 | 02:00 صباحاً
هايدى فرنسيس

فى تقرير صادم ومستويات غير مسبوقة، توقعت شركةUS GLOBAL INVESTORS   الأمريكية، وصول أوقية الذهب إلى 4000 دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وهو مستوى غير مسبوق تاريخيًا.

ويشهد الذهب ارتفاعات متتالية منذ نهاية العام الماضى، وتواصلت هذه الارتفاعات بفعل أزمة كورونا، ولجوء العديد من المستثمرين بل والدول حول العالم، للمعدن الأصفر كملاذ آمن فى ظل حالة الضبابية التى تحيط بالاقتصاد العالمى، حيث كسر المعدن الأصفر حاجز 2000 دولار لأول مرة فى التاريخ.

وأكد فرانك هومز الرئيس التنفيذى لشركة US GLOBAL INVESTORS  أنه من السهل وصول سعر الذهب إلى 4000 دولار، مضيفًا «يمكن لأسعار الذهب أن ترتفع بأكثر من 90٪ لتصل إلى 4 آلاف دولار فى السنوات الثلاثة المقبلة، حيث تظهر البنوك المركزية القليل من الدلائل على خفض السياسة النقدية».

ويرى هومز أن السياسة النقدية للبنوك المركزية حول العالم خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية هى السبب الرئيسى وراء ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية، فيما يرى بعض المحللين أن عدم التوصل لمصل لفيروس كورونا المستجد سببًا مهمًا فى ارتفاعات المعدن الأصفر، متوقعين انخفاض الذهب مع التوصل لهذا المصل.

ومنذ بداية العام تواصل الارتفاعات المتتالية فى المعدن الأصفر على مدى 10 أسابيع متتالية، مسجلًا أطول فترة مكاسب له منذ أواخر عام 2002، مدفوعًا جزئيًا بانهيار العلاقات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تدفق المستثمرين إلى الملاذات الآمنة.

وكسر الذهب حاجز 2000 دولار للمرة الأولى على الإطلاق بداية أغسطس، وارتفع السعر بأكثر من 30٪ حتى الآن هذا العام، مما يجعله أحد أفضل السلع أداءً ويتفوق حتى على مؤشر ناسداك التكنولوجى، والذى ارتفع بنسبة 18٪ فقط.

وجاء أحدث ارتفاع فى الذهب بعد أن أمرت الولايات المتحدة بإغلاق القنصلية الصينية فى هيوستن، فيما ردت بكين لاحقًا بإغلاق القنصلية الأمريكية فى تشنغدو أواخر الشهر الماضى.

من جانبه توقع يانج يا ما، كبير استراتيجيى الاستثمار فى BMO Wealthn Management ، أن يستمر مسار أسعار الذهب فى الصعود، لكنه رجح أيضًا الانخفاض إلى 1600 دولار بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، مشددًا على أن أى تأخير فى الانتخابات الأمريكية -كما اقترح الرئيس الأمريكى ترامب- قد يسبب حالة جديدة من عدم اليقين وقد يكون عاملًا مستمرًا فى دعم أسعار الذهب.

ويعتبر الذهب من أفضل الأصول التى تستخدم كمخزن للقيمة فى العالم، وعلَى مرِّ التاريخ كان ملاذًا آمنًا للمستثمرين، فى حالات الخوف والقلق اللذين يسيطران علَى العالم بصفة عامة، وأسواق المال بصفة خاصة؛ ولا يمكن اختصار أهمية الذهب فى كونه مخزنًا للقيمة فقط، وإنَّما تتضح أهميته أيضًا، من خلال تحويله إلى مجوهرات ذهبية، تعد مصدر سعادة وأمان للكثيرين من الناس.

وبحسب فرانك هومز فإن أكبر تأثير علَى أسعار الذهب يأتى من السياسة النقدية للبنوك المركزية، التى يسيطر عليها الاحتياطى الفيدرالى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى كل بلد يتحكم البنك المركزى فيه، مؤكدًا أن أى تأثيرات من الفيدرالى الأمريكى خلال الفترة المقبلة ستكون عاملًا رئيسيًا فى ارتفاع أو انخفاض المعدن الأصفر.

ومن الجدير بالذكر أن أهم المؤثرين فى تعدين الذهب فى جميع أنحاء العالم، هم: الصين، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة، وأستراليا، وروسيا، وبيرو، ويؤثر حجم  إنتاج الذهب فى العالم علَى سعر المعدن الأصفر، حيث بلغ إنتاج مناجم الذهب حوالى 3500 طن فى عام 2018، بزيادة 2400 طن، مقارنة بعام 2010.

كما أن الطلبُ علَى الذهب، وكمية الذهب فى احتياطيات البنك المركزى، وقيمة الدولار الأمريكى، والرغبة فى الاحتفاظ بالذهب كغطاء ضد التضخم، وانخفاض قيمة العملة؛ كلها عوامل تساعد علَى دفع سعر المعدن الثمين.