شارك الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة للتطوير المؤسسي وشئون مكتب الوزير، بتكليف من السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، في اجتماع تشاوري عبر "الفيديو كونفرانس" مع ممثلي البنك الدولي World Bank، والذي نظمته وزارة التعاون الدولي لمناقشة تقرير صادر عن البنك الدولي بعنوان "الهجرة: إمكانات أفريقيا غير المستغلة"، وهو التقرير الذي سيرفق بتقریر "التنمیة في العالم :2023 المھاجرون واللاجئون والمجتمعات".
وشارك في الاجتماع معاون وزيرة الهجرة لشئون المشروعات والتعاون الدولي، وعدد من ممثلي البنك الدولي، ووزارات التعاون الدولي والخارجية والتضامن الاجتماعي.
الدولة المصرية انتهجت سياسات ورؤية ناجحة في التعامل مع ملف الهجرة
وبدأ الدكتور صابر سليمان مداخلة وزارة الهجرة بالترحيب بالمشاركين في الاجتماع، وقال إن الدولة المصرية انتهجت سياسات ورؤية ناجحة وفاعلة في تعاملها مع ملف الهجرة كدافع للتنمية بدول المنشأ ودول المقصد على حد سواء.
وأضاف سليمان أن الهجرة مرتبطة بعوامل مختلفة اجتماعية واقتصادية، ومصر لديها حول العالم نحو 14 مليون مصر بالخارج، حيث يتواجد أكثر من 7 مليون من المصريين بالعدد من الدول العربية في السعودية والكويت والأردن والإمارات، بالإضافة إلى المصريين المهاجرين الدائمين في كندا وأمريكا وأستراليا.
وأوضح سليمان أن هذا الاجتماع فرصة مهمة لاستعراض جهود وسياسات الدولة المصرية ووزارة الهجرة في ملفات الهجرة والمهاجرين خلال السنوات الماضية، حيث تناول في حديثه نجاح تجربة المركز المصري الألماني للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج التابع لوزارة الهجرة المصرية، وقال إنه نموذج للتعاون الثنائي الناجح مع الجانب الألماني متمثلا في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، هذا المركز الذي يعتبر إحدى الأذرع التنفيذية للمبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بما يقدمه من خدمات وبرامج مهمة لمساعدة الشباب المصري الراغب في الهجرة، من فرص توظيف وتدريب وتأهيل مهني ونفسي، وفق احتياجات ومتطلبات سوق العمل الأوروبية بشكل عام والألمانية بشكل خاص، وإعادة الإدماج بما يقدمه من خدمات لإدماج المصريين العائدين للاستقرار في مصر بعد أعوام من العمل والإقامة في الخارج، وهو التعاون الذي نسعى لدعمه وتوسعته.
وتابع سليمان أنه من خلال المركز تم تدريب وتأهيل عدد كبير من شباب الخريجين والباحثين عن العمل من المحافظات الأكثر عرضة للهجرة غير الشرعية، وتوفير فرص عمل لهم في مصر وألمانيا بالعديد من الوظائف والمهن التي تدربوا عليها، ومنحهم فرص وعقود رسمية موثقة للعمل هناك، فضلا عن تقديم المشورة والنصائح لتأهيلهم للعمل في الأسواق العالمية وفقا للقوانين ومعايير العمل والخصائص المجتمعية بألمانيا، وقال: "إننا نتطلع لتوسعته ليشمل أسواق العمل في دول أخرى قد تواصلت معنا بالفعل بحثاً عن تطبيق منهجية وآليات العمل بنموذج التعاون المصري الألماني، وإقامة نماذج مماثلة مع إيطاليا وهولندا بدعم من المفوضية الأوروبية، وذلك بما يخلق فرص بديلة لشبابنا لإثنائهم عن فكرة السفر بطريقة غير شرعية، وتحقيق تنمية مجتمعية من خلال توفير فرص تدريب وتأهيل وتشغيل للشباب بالداخل والخارج خاصة من القرى الأكثر فقرًا والأكثر احتياجًا".
وفيما يتعلق بالقارة الأفريقية، قال سليمان: "نود أن نلقي الضوء على الحاجة إلى تعزيز حوكمة إطار تنقل الهجرة في إفريقيا، من خلال دمج العمال المهاجرين في كافة مجالات التنمية بما يعزز تنمية المهارات وإقامة الروابط بينهم وبين أوطانهم، ومعالجة الشواغل المشتركة المتعلقة بقضايا الهجرة، وإنشاء شبكة من الكيانات الوطنية المسئولة الخاصة بإدارة الهجرة بدول القارة، لوضع سياسات الحلول التنفيذية المتكاملة التى تحقق الاستدامة والحوكمة الفعالة في توفير فرص الهجرة الآمنة وتأهيل راغبي الهجرة للحصول على تلك الفرص بطرق آمنة وواضحة المسار، لتحقيق مبدأ الربط بين الهجرة كمحرك للتنمية في أفريقيا عند إدارتها بشكل متكامل، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية بدول المنشأ والمقصد.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور صابر سليمان أن العمل الأفريقي المشترك، والتنسيق بين أصحاب المصلحة المكلفين بسياسات الهجرة وهجرة اليد العاملة والتوظيف سيكونان في غاية الأهمية لضمان تعزيز التماسك وتحقيق النتائج على أرض الواقع، وتنسيق محددات برنامج حوكمة هجرة العمالة في أفريقيا لتنظيم الهجرة وتعزيز العمل اللائق، حيث إن إنشاء منظومة عمل متكاملة لإدارة ملف الهجرة والتنقل داخل وخارج القارة الإفريقية بات أمراً حتمياً في ظل ظروف دولية مليئة بالتحديات والصعوبات التي لن تستطيع الدول مواجهاتها فرادى.
وتابع: "من هنا تبرز أهمية ترجمة أقوالنا وقراراتنا إلى خطوات عملية محددة للقضاء على مسببات الهجرة غير النظامية وتحقيق التنمية الشاملة لمواجهة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية بهذا المجال شديد الأهمية، فنحن بحاجة إلى تطوير سياسات واستراتيجيات مشتركة تصاغ بين دول الشمال والجنوب لتوفير حلول مستدامة وفعالة، توفر فرص هجرة آمنة بشكل مستدام لراغبي الهجرة وفقا لاحتياجات أسواق العمل المستهدفة، ليس مجرد مبادرات ولا برامج قصيرة المدى".