حقيقة نجاح زراعة القمح بمياه البحر المالحة.. خبير يوضح


الاربعاء 12 يونية 2024 | 11:04 صباحاً
زراعة القمح بمياه البحر المالحة
زراعة القمح بمياه البحر المالحة
أحمد رجب

أوضح الدكتور نادر نور الدين، أستاذ المياه والأراضي بكلية الزراعة جامعة القاهرة، اليوم الأربعاء، حقيقة زراعة القمح بمياه البحر، مشيرًا إلى انتشار خبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يزعم أن الهند أخذت بأبحاث العالم المصري الراحل محمد مستجير، ونجحت في زراعة القمح بالمياه المالحة.

حقيقة نجاح زراعة القمح بمياه البحر المالحة

وأكد الدكتور نادر نور الدين، عدم صحة ما تم تداوله عن نجاح زراعة القمح بمياه البحر المالحة، واكتفت ذاتيًا، مشيرًا إلى أن الهند لديها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة، ولديها 400 نهر وأمطار وفيرة، وليست بحاجة لزراعة القمح بمياه البحر.

وكشف نور الدين، عن مناقشته للعالم الراحل أحمد مستجير في بحثه عن زراعة القمح على مياه البحر، مؤكدًا أن العالم المصري يقصد استغلال مناطق السياحات والملاحات والأحراش على البحار لري القمح بمياه البحر، مؤكدًا أنه استخدم مياه البحر في زراعة الطماطم وأنتجت طماطم صغيرة الحجم "شيري طماطم".

حقيقة استخدام الهند لمياه البحر المالحة في زراعة القمح

وعلق نور الدين، على زراعة القمح بمياه البحر في الهند قائلًا: "الهند لم تروي زراعتها بمياه البحر المالحة!! انتشرت على صفحات الميديا أن الهند أخذت بنتائج أبحاث العالم المصري الراحل الدكتور احمد مستجير، وهو صديقي وأستاذي، وأن الهند طبقت الري بمياه البحر واكتفت ذاتيا من القمح ومختلف صنوف الغذاء بسبب ذلك!".

ونفى نور الدين، صحة ما تم تداوله عن زراعة القمح بالماء المالح، فقال: "هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق فمساحة الهند نحو ٣.٣ مليون كم مربع، أي قدر مساحة مصر ثلاث مرات وثلث، وأغلب أراضيها خصبة، والصحاري والجبال قليلة".

أبحاث عالم مصري تنصح بري المحاصيل بمياه البحر

وتابع نور الدين: "وكمان لديها نحو ٤٠٠ نهر، أي ليست محتاجة للمياه حتى تروي حاصلاتها بالمياه المالحة، وتسقط عليها أمطار في فصل الصيف تعادل ٨٠ ضعف ما تسقط على مصر، وهى مكتفية ذاتيًا من أغلب الحاصلات الاستراتيجية بسبب وفرة أراضيها الخصبة وأنهارها وأمطارها".

وأكد نور الدين، عدم احتياج الهند للري بمياه البحر، حيث قال: "ولا تحتاج نهائيًا للري بمياه البحر المالحة، والتي ستملح الأراضي وتجعلها غير صالحة للزراعة بعد ذلك".

وعن أبحاث العالم الراحل محمد مستجير بشأن الزراعة بمياه البحر، قال نور الدين: "أبحاث الدكتور مستجير قامت على استغلال مناطق السياحات والملاحات والأحراش على البحار لري القمح بمياه البحر، ولكنها تعطي محصول ضعيف للغاية بسبب المياه المالحة".

وعن تجربة الزراعة بمياه البحر، قال: "وعندما جربنا زراعة الطماطم على مياه البحر أعطت الطماطم البلي أي الشيرى في حجم الكريز أو البلية، لأن الملح بيسحب منها المياه ويمنعها من النمو!".

أماكن زراعة القمح بمياه البحر

وأضاف نور الدين: "وقد ناقشت الأمر كثيرًا مع الدكتور مستجير، وسألته هل ستدمر الأراضي الزراعية من أجل زراعة القمح على مياه البحر المالحة، فنفي تمامًا وقال إن التحور الوراثي الذي اقترحة للزراعة سيكون على شواطئ وسياحات البحار فقط، بالإضافة إلى أن أغلب الحاصلات الملعوب في جيناتها ترفضها أغلب دول العالم".

وقال نادر نور الدين: "من فضلكم حرام عليكم مايحدث وان واحد ينشر كذبه فإذا بالمئات ينشروها بعده بجهل وعدم دراية".

واختتم أستاذ المياه والأراضي بكلية الزراعة جامعة القاهرة، حديثه قائلًا: "مساحة الأراضي الزراعية في الهند ١٧٠ مليون هكتار أي ٤٠٨ ملايين فدان بينما مساحة الرقعة الزراعية في مصر أقل من ١٠ ملايين فدان! إيه وجه المقارنة؟!".