تستعد البنك المركزي الأوروبي لخفض أسعار الفائدة، غدا الخميس 6 يونيو 2024، في أول خطوة من بنوك الاقتصادات الكبرى لتخفيف التشديد النقدي، والتي من المتوقع أن تقود البنوك المركزية حول العالم في هذا التوجه بعد هدوء التضخم العالمي، لكن المستثمرين ما زالوا حذرين بشأن التخفيضات التالية في الأشهر المقبلة.
وتدفع البيانات الاقتصادية القوية وتصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي الذين يدعمون السياسة النقدية المتشددة، بعض المحللين والمستثمرين إلى التردد في توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة السنة الحالية.
خفض الفائدة الأوروبية
وفق بلومبرج، لا يزال غالبية خبراء الاقتصاد يتوقعون تخفيضات ربع سنوية بعد أول تخفيض مخطط خلال الأسبوع الجاري، يعتقد البعض أن التضخم المستمر في الصعود، والنمو السريع للأجور، والإنتاج القوي بطريقة مذهلة بمنطقة اليورو، عوامل ستقيد عملية تيسير السياسة النقدية.
قلص المضاربون أيضا رهانات على تيسير السياسة النقدية، بدعم من عضو المجلس التنفيذي إيزابيل شنابل، ورئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، اللذين على ما يبدو سيتخليان عن الفكرة في اجتماع يوليو المقبل، حيث قال رئيس البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان إن القيام بعمليتي تخفيض خلال 2024 قد يكون كافيا.
يخشى المسؤولون الحذرون من أن يدفع تخفيض تكاليف الاقتراض في اجتماعات متعاقبة الأسواق إلى اعتبار هذه الوتيرة المعيار الأساسي.
تخفيض تكاليف الاقتراض
قد يكونون أقل ثقة من بعض زملائهم في أن سياسة البنك المركزي الأوروبي يمكن أن تختلف فعلاً عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي سيُبقي على الأرجح على سياسته النقدية دون تغيير لمدة من الزمن.
أوضح دينيس شين، الخبير الاقتصادي في “سكوب ريتينغز” (Scope Ratings): “لقد كنا متشددين نسبياً مع توقعاتنا منذ العام الماضي بإجراء ثلاثة تخفيضات فقط هذا العام بواقع 25 نقطة أساس لكل تخفيض، لكن خطر هذه التوقعات يظل بلا شك يتمثل في تخفيضات أقل لأسعار الفائدة وليس أكثر”. وأضاف أن البنك المركزي الأوروبي سيرغب “بصورة منطقية في تجنب خطأ التخفيض بطريقة قوية للغاية خلال هذه المرحلة الأخيرة من نهجه”.
توفر أحدث التقارير الاقتصادية أسباباً لهذا الحذر. أخفق مقياس رئيسي لأجور منطقة اليورو في الاعتدال، في وقت كان صناع السياسة النقدية يأملون في أن يظهر أن التضخم قد تمت السيطرة عليه أخيراً، ما يدل على أن ضغوط الأسعار، خاصة في قطاع الخدمات، تحتاج لوقت أطول لتخفيفها. واقعياً، صعد التضخم من 2.4% خلال أبريل إلى 2.6% الشهر الماضي، متجاوزاً التوقعات.
توقعات محمد العريان
كذلك يمكن إضافة محمد العريان، رئيس “كلية كوينز” في كامبريدج، إلى الصفوف المتزايدة لأولئك الذين يتوقعون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية بشكل أقل من أقرانه في الأشهر المقبلة.
وقال العريان، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرج” في 9 إبريل إن تباطؤ النمو والتضخم الحاد في أوروبا، قد يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى خفض أسعار الفائدة “بوتيرة مشابهة للاحتياطي الفيدرالي، إن لم يكن أكثر، وهو الأمر الذي لم يكن من الممكن تصوره قبل بضعة أشهر”.