في منتصف أبريل من العام الماضي، شهد السودان تصاعدًا خطيرًا في التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في عدة مناطق من البلاد. هذه الحرب التي بدأت منذ شهور، أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وخلقت أزمة إنسانية متفاقمة في البلاد، أدات لسقوط أكثر من 12 ألف شخص قتلوا وفقًا لأخر تقرير للأمم المتحدة في نهاية ديسمبر 2023.
سقوط قتلى وجرحى
تعود جذور النزاع السوداني إلى التوترات السياسية والعسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تشكلت من مجموعات شبه عسكرية وميليشيات قبلية، حيث تأسست قوات الدعم السريع في عام 2013 بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، وكان من المفترض أن تكون تحت إشراف الجيش. ومع ذلك، نمت قوتها ونفوذها بشكل مستقل، مما خلق تنافسًا شديدًا على السلطة والنفوذ بين الجانبين.
3 آلاف زيجة في الحرب
وسط سقوط القتلي والجرح شهدت مدينة بورتسودان، التي أصبحت العاصمة المؤقتة، شهدت ما لا يقل عن 3 آلاف زيجة في المتوسط منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي، وفقًا لتقرير نشرته قناة العربية.
زواج في ظل الحرب
وأكدت السلطة القضائية في السودان على ارتفاع غير مسبوق في معدلات الزواج في جميع أنحاء البلاد منذ اندلاع الحرب، بناءً على إحصائيات المحاكم الشرعية المسؤولة عن إصدار قسائم الزواج وتسليمها للمأذونين الشرعيين.
ترجع الدكتورة أسماء جمعة، اختصاصية علم الاجتماع بالسودان أسباب ارتفاع معدل الزواج خلال فترات الحرب هو أن الزواج يوفر دعمًا متبادلًا وحماية من المخاطر الناتجة عن الصراعات. كما يمثل الزواج فرصة للتعاون والمساعدة المتبادلة في مواجهة الصعوبات اليومية. يمنح الزواج الشباب التفاؤل والعزيمة لبناء حياة جديدة وتحقيق أحلامهم رغم التحديات.
وتري الدكتورة أسماء جمعة، أن الاقبال على الزواج من قبل الشباب في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها السودان جراء الحرب، يظهر الإصرار على الاستمرار في الحياة وبناء الأسر كأحد أشكال المقاومة الاجتماعية، على أمل أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها في سلام وأمان مرة أخري.