كشف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ المياه والأراضي بجامعة القاهرة والمستشار السابق لوزير التموين، عن سر خلط القمح بالذرة في رغيف الخبز، والمسؤول على إلغاء الفكرة.
بداية فكرة خلط الذرة بالقمح
كما كشف الدكتور نادر نور الدين عن مساوئ خلط الذرة والقمح في رغيف الخبز، وقال إن الاقتراح بدأ في عام 2000، من قبل وزير التموين السابق أحمد جويلي، وعملية طحن الذرة مع القمح كانت شديدة الصعوبة نظرا لكبر حجم حبة الذرة عن حبة القمح، ما تطلب تغيير نظام المطاحن.
وعن عودة خلط الذرة مع القمح لإنتاج الرغيف، قال الدكتور نادر نور الدين "اقترحها وطبقها الدكتور أحمد جويلي وزير التموين عام 2000، لاستيعاب إنتاج الذرة في مصر وخفض استيراد القمح، وقد تابعت استمرار هذا الأمر وقت عملي في هيئة السلع التموينية عام 2004 كمستشار للوزير الدكتور حسن خضر."
عيوب طحن الذرة بالقمح
وعن مساوئ خلط القمح بالذرة في رغيف الخبز، قال نادر نور الدين: "يتم خلط القمح مع جميع أنواع الذرة البيضاء والصفراء والعويجة وبنسب تتراوح بين 10-20٪ فقط من الذرة، لأن من عيوب طحين الذرة انه يحل عرق عجين القمح وباختفاء العرق تسوء مواصفات الخبز"
وتابع نادر نور الدين "استهلاك الرغيف المدعم نحو 10 ملايين طن قمح سنويًا، ولخلطه بنسبة 10-20٪ من الذرة، يتطلب الأمر استلام من مليون إلى مليوني طن من الذرة، ولكننا لم نستطع استلام أكثر من 700 ألف طن فقط؛ وأقل من مختلف أنواع الذرة، وبالتالي لم نصل إلى المستهدف من الذرة"
وأضاف الدكتور نادر نور الدين: "استلزم الأمر تغيير نظام الطحن، نظرًا لكبر حجم حبة الذرة عن حبة القمح بنحو ثلاثة أضعاف، واستلزم الأمر وضع شواكيش على ماكينات الطحن؛ كلفتنا الكثير لتكسير حبوب الذرة حتى تتساوى مع حبوب القمح، وبالتالي يمكن طحنها مع القمح".
صعوبة طحن الذرة بالقمح
وعن صعوبة طحن القمح مع الذرة قال نادر نور الدين: "كان الأمر شديد الصعوبة لطحنهما معا واستلزم الأمر بعد ذلك طحن الذرة منفصلا عن القمح ثم الصرف للمخابز دقيق القمح مع دقيق الذرة لخلطهما بالنسب المقرره اثناء العجن."
وأوضح نور الدين "من العيوب أن الذرة ليست لها ردة مثل القمح وكانت تنتج قشورًا عند طحنها وتظهر في الرغيف المنتج وهو ما لم يتقبله المستهلك"، مضيفًا "كانت المخابز تغش وتزيد نسبة الذرة في الخلطة من أجل تهريب وبيع دقيق القمح وبالتالي ساءت نوعية الرغيف البلدي."
وتابع الدكتور نادر نور الدين سرد عيوب خلط الذرة مع القمح فقال: "ومن عيوب خلط الذرة مع القمح فرولة لقمات الخبز في الطعام الساخن، وبالتالي كان غموس الملوخية أو الفاصوليا وغيرها من الصعوبة، بسبب تفتت الخبز في الطعام الساخن."
كما كشف الدكتور نادر نور الدين عن عيوب أخرى لخلط الذرة مع القمح قائلًا: "ومن العيوب أيضًا أن خبز القمح والذرة لا يخزن في الفريزر، وعندما يتجمد يتكسر ويستلزم الأمر شراءه يومًا بيوم، وهو أمر صعب على الزوج والزوجة الموظفين والعاملين؛ والذين يشترون كمية تكفي لأسبوع على الأقل وتخزن في الفريزر."
لن نستخدم الذرة الصفراء في خلطه بالقمح
وأوضح أن "الوضع حاليًا أننا لن نستطيع استخدام إلا الذرة البيضاء والعويجة فقط، ولن نستخدم الذرة الصفراء، التي نستورد منها 12 مليون طن سنويًا، مثل كمية القمح المستوردة تمامًا، ونستخدمها في إنتاج أعلاف الدواجن والمواشي والأسماك، وربحيتها كبيرة في الأعلاف أكثر بكثير عن استخدامها في الخبز"
ولفت الدكتور نادر نور الدين إلى أن "أسعار الذرة الصفراء عالميًا تكاد تتساوى مع القمح، أو تفوقه أحيانًا، ولايزيد فرق السعر بين القمح والذره عن 30 دولارًا للطن، لاستخدامها أيضًا في إنتاج الايثانول الحيوي بكميات هائلة في كل من أمريكا والصين، وبالتالي فهي غير متاحة بوفرة في البورصات العالمية".
مسئول إلغاء فكرة خلط الذرة بالقمح
وقال "كما إن إنتاج وزراعة الذرة البيضاء في مصر بشكل أساسي لاستخدامه كعلف أخضر صيفي، بعد انتهاء موسم البرسيم الشتوى، وبالتالي فالكمية التي تترك لإعطاء كيزان الذره قليلة".
وكشف الدكتور نادر نور الدين عن المسئول الذي ألغى خلط القمح بالذرة في رغيف الخبز فقال: "من ألغى خلط الذرة مع القمح هو د. على المصيلحي وزير التموين الحالي، في أول دورة وزارية له عام 2005، بعد شكاوى المطاحن والمخابز والمستهلكين ومباحث التموين من مشاكل خلط الذرة مع القمح".