زلزال سد النهضة يثير مخاوف مصر من «الدمار الشامل».. كارثة تهدد حياة ملايين البشر


زلزال إثيوبيا يثير قلق مصر من سد النهضة

الاربعاء 15 مايو 2024 | 03:07 مساءً
سد النهضة
سد النهضة
العقارية

أثار وقوع زلزال جديد في إثيوبيا، بالقرب من سد "جيبي 3" على نهر "أومو"، مخاوف مصرية من احتمال تأثيره على "سد النهضة" المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل، والذي تواجهه مصر والسودان باعتراضات.

زلزال يهدد بانهيار سد النهضة 

وتباينت تقديرات خبراء المياه المصريين حول حجم تأثير هذا الزلزال على "سد النهضة"، بينما أجمعوا على خطورة احتمال انهياره، فقد شهدت إثيوبيا، يوم الاثنين، زلزالًا متوسطًا بقوة 4.9 ريختر بالقرب من سد "جيبي 3" على عمق 10 كيلومترات.

وأوضح الدكتور عباس شراقي، خبير المياه المصري وأستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، أن "سد جيبي 3، الذي وقع الزلزال بالقرب منه، بدأ تشغيله عام 2015، ويبعد 700 كيلومتر عن سد النهضة".

وأشار شراقي إلى أن "سبق أن وقع زلزال بقوة 5 ريختر في المكان نفسه في 11 نوفمبر الماضي"، ويقع حوض نهر "أومو" في جنوب إثيوبيا، ويتجه نحو بحيرة "توركانا" في كينيا، ويبلغ ارتفاع سد "جيبي 3" 244 متراً، ويعدّ الأعلى في العالم، ويولد 1870 ميغاواط.

مشكلات في بنية سد النهضة

وكانت مصر والسودان قد حذرتا من مخاطر جيولوجية قد تؤدي إلى مشكلات في بنية سد النهضة، وطالبتا دولتا مصب نهر النيل بضرورة مشاركة إثيوبيا في وضع إجراءات تشغيل وملء السد.

وفسر شراقي المخاوف المصرية بأن إثيوبيا من أكثر الدول التي تعاني انجراف التربة، وأن "سد النهضة والبحيرة التابعة له يوجدان على فوالق من العصر الكمبري، ما قد يزيد أيضًا من احتمالات انهياره لو تعرضت المنطقة لزلازل كبيرة".

وأوضح شراقي في تصريحات لـ "الشرق الأوسط" أن "ما يزيد خطورة الزلازل في حوض نهر (أومو) الإثيوبي أن مكان الزلزال يقع في جنوب منطقة الأخدود الأفريقي الذي يقسم إثيوبيا نصفين، وهي أكثر المناطق الأفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين".

في المقابل، قلل الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية في مصر، من وجود مخاطر للزلازل الأخيرة على سد النهضة، وقال إن "الزلزال الذي وقع في حوض نهر أومو ليس له تأثير، خصوصاً وأن الطبيعة الجغرافية بإثيوبيا جبلية وعبارة عن هضاب تقلل من مخاطر الزلازل".

سد النهضةسد النهضة

وأشار نور الدين إلى أن "منطقة الوادي المتصدع تمر في الجنوب الإثيوبي بالقرب من كينيا، وبالتالي تبعد كثيراً عن منطقة بني شنقول المقام عليها (سد النهضة) بأكثر من 700 كيلو متر".

وبينما استبعد نور الدين خطر الزلازل على "سد النهضة"، فإنه لم ينف وجود مخاطر تحيط ببنية السد، مشيراً إلى أن "الخطر الحقيقي الذي يعرض السد الإثيوبي للانهيار، حدوث فيضانات كبيرة للمياه في منطقة الهضبة الإثيوبية بكميات ضعف كمية الفيضانات الحالية، المقدرة بنحو 50 مليار متر مكعب من المياه".

وقال إن "المخاوف المصرية من السد ليست إنشائية، لكنها تتمثل في مخاطر ملء السد في سنوات الجفاف، وفي عملية التشغيل الكاملة لضمان وصول حصتها المائية كاملة".

ووفق خبير المياه المصري عباس شراقي، فإن "هناك دراسات كثيرة أثبتت وجود مخاطر لسد النهضة، فضلاً عن أن معامل الأمان فيه منخفض جداً، ولا تتعدى 1.5 درجة بمقياس ريختر".