كشف الملياردير ووزير التجارة والصناعة الأسبق، رشيد محمد رشيد من تجربته كرجل أعمال ورحله صعوده، كما قدم عدد من النصائح للشباب حول النجاح في الحياة المهنية ودوره في الحقبة الوزارية.
كما سرد رجل الأعمال، رشيد محمد رشيد، عن أهم الدروس التي مرّ بها خلال حياته، والتي شهدت تغيرات عنيفة في القوة والاتجاه، رغم ملامحه الهادئة التي لم يبد على محياها آثار تلك التغيرات الكبيرة.
تجربة رشيد محمد رشيد مع يونيليفر
قام رشيد بتوسيع أعماله في مصر عبر شركته العائلية، والتي كانت تعمل بالأساس في مجال الشحن، إلا أنه أضاف إليها تصنيع السلع الغذائية والعديد من العلامات مثل "فاين فودز" و"دريم"، ثم الدخول في شراكة مع "كوكاكولا" لتعبئة وتوزيع المشروبات الغازية، تلاه التحالف مع شركة "يونيليفر". بعد 4 سنوات من الشراكة مع يونيليفر، عرضت عليه الشركة الانضمام لها كرئيس تنفيذ مسؤول عن إدارة أعمال بقيمة 60 مليار دولار، لتكون المرة الأولى التي يترك فيها أعماله العائلية للعمل في شركة عالمية ضخمة لديها استراتيجية توسعية في مجال السلع الاستهلاكية.
انتهت تجربة رشيد محمد رشيد مع "يونيليفر" بعرض حكومي مصري لقيادة ملف وزارة التجارة والصناعة. "لم يكن لدي أي استعداد أو توقع لتولي المهمة، اتصل بي رئيس الوزراء، وكان من المفترض أن أتواجد خلال 24 ساعة"، بحسب ما قاله رشيد لمجلة "إنيغما". أضاف "كنت عضواً في مجلس إدارة 26 شركة ولدي مسؤوليات، لكن الحكومات حينما تتشكل لا يمكن طلب وقت للتجهيز مثل شهر أو شهرين فقط 24 ساعة".
رشيد محمد رشيد عن رحلة الصعود: لم أندم على تولي وزارة الصناعة بحكومة نظيف
وقال رشيد: "بعد تفكير والتشاور مع العائلة.. قررت الانضمام للحكومة كأول وزير من القطاع الخاص في مصر منذ عام 1952.. اتخذت القرار بنفس الروح المنفتحة لتجربة مرحلة جديدة من حياتي".
وتعرض وزير التجارة والصناعة الأسبق إلى العديد من الاتهامات بعد ثورة 25 يناير 2011، وتمت تبرئته من جميع التهم.
"لم أندم قط على قراري، لأنني كنت أقول لنفسي ولبناتي وعائلتي، إحداث تغيير إيجابي في حياة شخص واحد مكسب عظيم".
وأضاف رشيد: "خلال فترة عملي في الحكومة ساهمت في العديد من التطورات الإيجابية والإنجازات التي أكدت لي وجود أثر إيجابي لمساهماتي، ليس فقط في قطاع الصناعة، والتجارة والتصدير، والتنمية، والإبداع، بل أيضاً في عقول وقلوب الشباب الصغير".
وكشف رشيد خلال المقابلة عن أو صدام له بين ما تعلمه في مجال الأعمال، والانتقال إلى مجال السياسية كوزير. وقال: "خلال الاجتماعات كنت نشيطاً للغاية وأحاول الوصول إلى نتائج، وبعض زملائي في الوزارة تساءلوا عما أحاول تحقيقه.. وكانت إجابتي الوصول إلى نتائج مثلما تعلمت في البيزنس". وأضاف "زملائي أخبروني بأن السياسة لا تهتم بالنتائج، ولكن تركز على النشاط، النتائج لا تعنينا، حاول أن تهدأ قليلاً".
الدرس الذي تعلمه رشيد من بداية عمله في "يونيليفر" في لندن، دفعه للالتزام بما تعود على فعله واستمر في الوزارة بنفس الشخصية التي اعتاد عليها. قال رشيد: "يونيليفر أشبه بدولة، حيث يعمل بها 600 ألف موظف، والفارق بينها وبين شركتي العائلية، هو أنني كنت رئيس نفسي وأتعامل بحرية تامة، ولكن مع التنظيم المختلف حاولت التأقلم مع الوضع الجديد، وعندما سألني رئيس "يونيليفر" في لندن عن رأيي في العمل مع الشركة، أجبته بأنني أحاول التأقلم. ولكنه بادرني لا تحاول، فقط افعل ما كنت تفعله بنفس الطريقة.. تم اختيارك لشخصيتك وطريقتك في فعل الأشياء، وليس عليك تغييرها".
وأوضح رشيد أن الدرس كان له قيمة غالية، ولذلك حافظت على شخصيتي والطريقة التي أعمل بها، وألا أقلد الآخرين. "لو فعلت الأشياء بالطريقة التي يفعلها الآخرون، بغض النظر عن صحتها من عدمه، فلن يصبح الأمر مميزا. حاولت فقط أن أكون على طبيعتي وأن أفعل الأشياء بالطريقة التي أراها صحيحة".