قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، ردا على إعلان شركة أسترازينيكا عن بعض الإصابات النادرة بجلطات الدم المرتبطة بلقاحها ضد فيروس كورونا، قائلا "إنه لا يوجد أي دواء على وجه الأرض يخلو من الآثار الجانبية".
وأضاف عبد الغفار خلال تصريحات لبرنامج «على مسئوليتي» المذاع عبر شاشة «صدى البلد» الأربعاء، على ضرورة تقييم حجم الفائدة مقابل حجم الأعراض، مع الأخذ في الاعتبار إجازة 170 دولة حول العالم استخدام لقاح أسترازينيكا منذ عام 2022.
ولفت إلى أنه جرى توزيع 2.5 مليار جرعة من اللقاح على مستوى العالم من بينها 14 مليون جرعة جرى استخدامها في مصر، متابعا: «لم نرصد في أي جلطات مرتبطة باستخدام لقاح أسترازينكا ف مصر قولا واحدا، ولا حالة واحدة، عندما يكتشفوا 20 حالة من 34 مليون، منطقي أن الـ14 مليون ميبقاش فيهم ولا حالة».
وأوضح أن حالات الإصابة بجلطات الدم هو رقم ضئيل للغاية مقارنة بحجم الفائدة الهائلة التي قدمها اللقاح في حماية الناس من مخاطر الإصابة والوفاة بفيروس كورونا.
وأشار إلى أن حالات الجلطات النادرة التي حدثت في عام 2022 حدثت غالبا خلال الأسبوع الأول من تلقي اللقاح، ولم تتجاوز أقصى مدة لها 19 يومًا، قائلا: «الناس تطمئن تماما، لا يوجد أي مبرر علمي أو منطقي للقلق بعد مرور أكثر من عامين على استخدام اللقاح».
من جانبه قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشؤون الصحية، إن فيروس كورونا أخطر بكثير، ويتسبب في الكثير في الجلطات والوفيات، موضحاً أن هيئة الدواء الأوروبية منحت موافقة على إعطاء لقاح أسترازينيكا، ونسبة بسيطة من المتلقين للقاح أصيبوا بجلطات أو التهاب في الدم، مضيفا أن هذا حدث بعد مرور كل هذه السنوات على تلقي اللقاح.
وأضاف أن ما يدعم كلامه إحدى الدراسات التي نُشرت على الشبكة العالمية لبيانات اللقاحات والتي أجريت على نحو 99 مليون شخص في العديد من دول العالم، وأثبتت عدم تسبب اللقاحات في آثار جانبية، موضحا أن ظهور الأعراض الجانبية أو خطورتها تعود للجهاز المناعي للشخص نفسه، وما ينطبق على الفرد لا ينطبق على الكل.
وأشار الدكتور تاج الدين إلى أن أي دواء أو لقاح يمر بتجارب عديدة على الحيوانات، ويحتاج عدة سنوات حتى يتم الموافقة عليه وإقراره ليكون آمنا على الإنسان، لكن لقاحات كورونا نتيجة الأزمة الوبائية التي اجتاحت العالم، ورافقها سرعة انتشار الوباء، خرجت إلى الاستخدام في فترة قصيرة جداً، مؤكدا أن هذا تم تسجيله في العام كله كحالة طارئة، لذا لم تمر اللقاحات بكل التجارب اللازمة، لدرجة أن المرحلة الأولى والثانية جرى دمجهما معاً، وبعدها المرحلة الثالثة وكل الدول أعطت موافقة على هذه اللقاحات تحت بند الطوارئ.
وأوضح مستشار الرئيس أنه لا يوجد دواء أو لقاح في العالم ليس له آثارا جانبية، وحدوث التجلطات تم رصده فور الإصابة بفيروس كورونا مع احتمالية أن تكون اللقاحات سببا أيضا من هذه الأسباب، مؤكداً أن أضرار استخدام اللقاح قليلة جداً لا تقارن بفوائده الكبيرة، التي أهمها أنه يقلل بنسبة كبيرة من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان نتيجة الإصابة بكورونا.