منذ سنوات طويلة، شهدنا صراعًا محتدمًا بين الجنيه المصري والدولار الأمريكي، حيث هيمنت العملة الخضراء على المشهد، نتيجة لقوانين العرض والطلب، ولكن، لم يكن ضعف الجنيه المصري ناتجًا عن قوة الدولار فقط، بل كان انعكاسًا لسياسات اقتصادية خاطئة اتبعتها مصر على مدى عقود، من اقتصاد استهلاكي واعتماد كبير على الاستيراد، دون التركيز على التوسع والتطوير وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
بداية التصحيح:
مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في عام 2013، بدأت مصر مسيرة تصحيح مسارها الاقتصادي، متخلية عن سياسات الماضي الخاطئة، وكان قرار تعويم الجنيه المصري في عام 2016 خطوة حاسمة على هذا الطريق، حيث سمح للجنيه بالتعبير عن قيمته الحقيقية دون تدخل حكومي، مما أدى إلى كشف نقاط الضعف والقوة في الاقتصاد المصري.
أزمة الدولار:
في الآونة الأخيرة، واجهت مصر أزمة ارتفاع في سعر الدولار، ما أدى إلى موجة من التضخم وزيادة تكلفة المعيشة، ولكن، لم تتوان الحكومة عن اتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة هذه الأزمة، من خلال سياسات نقدية ومالية صارمة، وإطلاق مبادرات لتحفيز الإنتاج المحلي والصادرات.
نتائج إيجابية:
بدأت جهود الحكومة ثمارها، حيث انخفض سعر الدولار بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية، من 73 جنيهًا في السوق السوداء إلى 47 جنيهًا، ويعزى هذا التحسن إلى زيادة المعروض من الدولار في السوق، وتراجع الطلب عليه نتيجة لسياسات الحكومة الرشيدة.
التوقعات:
تشير التوقعات إلى أن الجنيه المصري سيستمر في التعافي طالما استمرت الحكومة في اتباع سياسات اقتصادية سليمة، وحرصت على زيادة الإنتاج المحلي والصادرات.
ويؤمن الخبراء أن الجنيه المصري لديه القدرة على استعادة قوته الشرائية والوصول إلى سعر صرف تنافسي مع الدولار الأمريكي.
يخوض الجنيه المصري معركة قوية ضد الدولار الأمريكي، ولكنه يظهر مقاومة صلبة بفضل السياسات الاقتصادية الحكيمة التي تتبعها الحكومة المصرية.
وبالرغم من التحديات، فإن المستقبل يبدو واعدًا للجنيه المصري، مع توقع استمرار تعافيه وتحقيق قوته الشرائية.